تمكن النفط الخام أخيرًا من الاستقرار بعد الضربات القوية التي تلقاها في الأسابيع الأخيرة ولكن ليس قبل أن يصل خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى 80 دولارا أمريكيا للبرميل، بعد صدور تقرير قوي آخر للمخزون الأسبوعي من الولايات المتحدة.
وأوضح تقرير ساكسو بنك الأسبوعي، أنه يُعزى الارتفاع القوي في المخزونات الذي نشهده حاليًا في الولايات المتحدة، إلى التباطؤ الموسمي في نشاط المصافي، بالإضافة إلى مستويات الإنتاج التي تسير بمعدلات لم نشهدها منذ الثمانينيات.
وقد ساعدت الأخبار الواردة حول قيام السعودية بقطع توريد النفط إلى السوق من جانب واحد في شهر سبتمبر، على استقرار السعر وزيادة الشكوك بسرعة، هل كان ذلك قرارًا متعمدًا لقطع الإنتاج من أجل دعم الأسعار؟ أم أن السعودية لم تجد ببساطة ما يكفي من الطلب من مشتريها؟، إذ ساعد كذلك احتمال الارتفاع في الطلب على استقرار السعر بعد الأخبار التي جاءت أفضل من المتوقع حول النشاط الصناعي في منطقة اليورو والصين.
وعلى المدى القريب، بقي الاتجاه الصاعد محدودًا تبعًا لحاجتنا إلى ارتفاع قوي في الطلب الأمريكي بعد الصيانة – وهو لا يزال على بعد أسابيع منا- أو بعد تخفيض في العرض من منظمة الأوبك.
وتدخلت الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام على مستوى العالم، للاستفادة من الأسعار المنخفضة الحالية حيث إنها تستورد وتستهلك أرقامًا في شهر سبتمبر هي ثاني أعلى المستويات على الإطلاق.
ومن المحتمل وصول المفاوضات النووية بين إيران والدول الست (الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا وبريطانيا) إلى نتائج إيجابية قبل الموعد النهائي المقرر في 24 نوفمبر، وفي حال نجاح هذه المفاوضات، ربما تزيد إيران إنتاجها إلى مستويات ما قبل فرض العقوبات، وهو ما يزيد بمليون برميل في اليوم عما هو عليه الإنتاج الحالي.
يتجاوز العرض العالمي الطلب بنحو مليون برميل يوميًا، وطالما استمر اختلال التوازن هذا، لا يبدو أي انتعاش جاد قريب المنال وبالتالي يبقى الخطر المهيمن أننا سنصل إلى قاع عمليات البيع الشرهة الحالية.
النفط الخام يواجه احتمال مزيد من الهبوط بسبب مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمى
