الجمعة, مارس 29, 2024

اخر الاخبار

مقالاتسارة السهيلأدم يصرخ.. اغيثونى من حواء

أدم يصرخ.. اغيثونى من حواء

سارة السهيل

“القوارير” بوصف المصطفي صلي الله عليه وسلم، كلهن رقة وانوثة وعذوبة، خلقهن المولي عز وجل بفطرة الحنان والعطف والحب الذي يملك القلوب ويهدهدها. هكذا كانت المرأة بالفطرة قادرة على ان تضرب الرجل في مقتل ولكن بنطرة العين التي تخترق بسهام كيوبيد الافئدة وتطويها تحت أجنحتها.

في الماضي كان الرجل يضرب زوجته وهي تردد ” ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب “، بينما حواء اليوم لم تعد تحتمل اهانة زوجها فأصبحت تلجأ احيانا الي مبارزة الزوج بل وإهانته وضربه أحيانا.

ان بعضهن صرن “يذبحن القطة” للزوج في الايام الاولى للزواج بغية ان تصبح كلمتها هي العليا فلا يتردد الزوج في الاستجابة لأوامرها.. وإذا قالت حذام فصدقوها “فإن القول ما قالت حذام”.

وبتنا نرى في المحاكم رجلا بتوسل القاضي صائحا “أغثني سيادة القاضي من زوجتي المتجبرة التي تتطاول علي وتهينني أمام طفلى الصغير”.

والمثير ان الكثيرات من نساء القرن الحادي والعشرين في مشارق الارض ومغاربها ومن كل الطبقات الاجتماعية يمارسن العنف ضد ازواجهن بما في ذلك الضرب حتي صارت ظاهرة محيرة، وقد كشفت الارقام والاحصاءات العلمية حجم الظاهرة ففي سنغافورةوصلت ل 12% من الأزواج إلى الضرب على أيدي زوجاتهم، وأوروبا 17%، وامريكا 23% والهند 11% والنسبة الاكبر في مصر ووصلت إلى 25%. وفي الكويت أكدت دراسة حديثة أن 35% من نساء الكويت شعرن بالمتعة بعد ضربهن وتعذيبهن لأزواجهن.

والدراسات ارجعت ضرب الزوجة لزوجها إلى حالة الانتقال من مرحلة تحرير المرأة إلى مرحلة تمكينها ما أدي إلى استيقاظ عقدة التفوق الذكوري لدى الرجل فراح يمارس عدوانا سلبيا ضدها فهبت هي لتؤدبه مستخدمة العنف.

وقد ارجعها الخبراء الى انها رد فعل ضد عنف الرجل وقسوته علي المرأة، بينما ارجع البعض هذا العنف الي تركيبة المرأة النفسية وما صادفته من قسوة في تربيتها في الطفولة والشباب، فيما يري البعض الاخر ان فشل الرجل في الفراش وراء انتقامها منه بالضرب، بجانب ضعف شخصية الرجل وتحمل المرأة مسئولية البيت والاولاد.

وقد عالجت السينما والدراما العربية العديد من الشخصيات النسائية المتسلطة والتي تتطور حالتهن الي ضرب الزوج ” كما في فيلم “ارض النفاق” الذي تناول كيف ان الزوجة (التي جسدتها شويكار) تمتهن كرامة زوجها (الذي جسده فؤاد المهندس) مستغلة ضعف شخصيته امام جبروتها، كما تطور عنف المرأة بضربها للرجل حتى الموت كما في فيلم “المرأة والساطور”.

ووجدت كثير من سيدات مجتمع الخليج ضالتهن في الممثلة “أغادير” بطلة مسلسل “كلنا عيال قرية”، حين جسدت دور أخت بطل المسلسل والزوجة التي تضرب زوجها حتي كسرت عظامه، وطالبت النساء ان تضرب أزواجهن وتأدبهم لتخليهم عن اداء مهامهم وواجباتهم الاسرية.

ان العنف والضرب المفضي الي تكسير العظام وربما الي القتل الخطأ والعمد هو محصلة نهائية لتغير فطرة المرأة، ونتاج لظلم وقع عليها لقرون من الزمان، وتجدد في أشكال مختلفة دون أن يجد من يوقف ألسنة نيرانه، أو يهب لتقديم لحظة سعادة وحنان لنفس أعياها القهر حتي تملك المرض النفسي منها.

عزيزتي الزوجة رفقا بالزوج، الذي جعله الله سكنا ورحمة. وقبل ان تعتدي عليه بالضرب فعليك بسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم، باخبار اهله وأهلك بسلوكه العنيف معك حتي يتدخلوا في الوقت المناسب، وان لم يرتدع بالاهل فاردعيه بالهجر والتجاهل، وثقي ان التجاهل اكثر قسوة للرجل.

واخيرا فلا تنسي انك زوجة تحملين مشاعر الامومة بداخلك والرجل في حاجة احيانا لتلك المشاعر فلا تبخلي بها، ساعتها ستجدين زوجك وقد اصبح طوعك دونما حاجة لعنف، واذا ما اخطأ فلتقبلي اعتذاره حفاظا على كيان الاسرة.

اقرأ المزيد