الجمعة, مارس 29, 2024

اخر الاخبار

الرئيسية29.5 مليون شخص يعانون من اضطرابات تعاطى المخدرات بالعالم

29.5 مليون شخص يعانون من اضطرابات تعاطى المخدرات بالعالم

في عام 2015، تعاطى المخدرات حوالي ربع مليار شخص؛ ومن بينهم، انخرط نحو 29.5 مليون شخص (0.6% من السكان البالغين بالعالم) في تعاطي المخدرات الإشكالي، وعانوا من اضطرابات تعاطي المخدرات، بما في ذلك الارتهان بها.
وقد كان الأفيون أكثر أنواع المخدرات ضررا، إذ يُعزى إليها 70% من الآثار الصحية السلبية المرتبطة باضطرابات تعاطي المخدرات في جميع أنحاء العالم، وذلك بحسب تقرير المخدرات العالمي الأخير، الذي صدر اليوم عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وتعزى للاضطرابات المتعلقة بتعاطي الأمفيتامينات أيضا نسبة كبيرة من العبء العالمي للأمراض. وبينما تظلّ سوق المؤثرات النفسانية الجديدة صغيرة نسبياً، فإن المتعاطين لا يدركون محتوى وجرعة المؤثرات الموجودة في بعض المؤثرات النفسانية الجديدة، ممّا قد يعرّض المتعاطين للمزيد من التهديدات الصحية الخطيرة.
ويخلُص التقرير إلى أنّ التهاب الكبد الوبائي C يسبب أكبر ضرر في صفوف متعاطي المخدرات بالحقن في جميع أنحاء العالم والمقدّر عددهم بنحو 12 مليون شخص. ومن بين هذا العدد، يتعايش واحد من كلّ ثمانية (1.6 مليون) مع فيروس نقص المناعة البشرية، ويعاني أكثر من نصفهم (6.1 مليون) من التهاب فيروس C، بينما يعاني حوالي 1.3 مليون شخص من التهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية.
وفي العموم، يفوق عدد الوفيات الذي يعزى إلى التهاب الكبد C (222 ألف) بثلاثة أضعاف مثيله الذي يعزى إلى فيروس نقص المناعة البشرية (60 ألف) بين متعاطي المخدرات. بَيد أن التقرير يؤكد أنه على الرغم من التقدم المحرز مؤخرا في علاج التهاب الكبد الوبائي (C)، ما تزال سبل الوصول إليه نزيرة، نظرا لأن العلاج ما يزال باهظ التكلفة في معظم البلدان.
وهذا العام نحتفل بمرور 20 عاما على إصدار تقرير المخدرات العالمي، والذي يأتي في وقت قرر فيه المجتمع الدولي المضي قُدُما من أجل العمل المشترك.
وقد ألقى يوري فيدوتوف، المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الضوء على أن الوثيقة الختامية للدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2016 بشأن مشكلة المخدرات العالمية تتضمن أكثر من 100 توصية ملموسة للحدّ من الطلب والعرض، غير أنه يقرّ بضرورة بذل المزيد من الجهود.
وقال فيدوتوف “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لمواجهة الأضرار العديدة التي تسببها المخدرات للصحة والتنمية والسلام والأمن في جميع مناطق العالم”.
النماذج التجارية المتغيرة للاتّجار بالمخدرات والجريمة المنظمة
في عام 2014، قُدِّر بأّن جماعات الجريمة المنظمة عبر الوطنية في جميع أنحاء العالم تحصِّل ما بين خمس وثلث إيراداتها من بيع المخدِّرات. كما تتيح الاتصالات بالأجهزة المتنقلة فرصا جديدة للمتّجِرين، في حين تتيح الشبكة الخفية (darknet) لمستخدميها شراء المخدرات بعملة مشفّرة، مثل البت كوين، دون ذكر هوياتهم.
ومع إن الاتجار بالمخدرات من خلال الشبكة الخفية ما يزال ضئيلا، إلا أن ثمّة زيادة نسبتها 50% سنويا ما بين سبتمبر 2013 ويناير 2016 في معاملات المخدرات وفقا لدراسة واحدة. ويتشكّل المشترون النمطيون من المتعاطين الترويحيين للقنَّب و”الإكستاسي” والكوكايين والمهلوسات والمؤثرات النفسانية الجديدة.
الاتجاهات العالمية لسوق المخدرات
وذكر التقرير إن طائفة المواد المتاحة في سوق المخدِّرات شهدت اتساعاً كبيراً. وأضحت سوق المواد الأفيونية على وجه الخصوص أكثر تنوعاً، تضم مزيجاً من المواد الخاضعة للمراقبة الدولية، مثل الهيروين، والأدوية المصروفة بوصفة طبية التي تكون إما مسرَّبة من السوق القانونية أو منتَجة كأدوية مزيَّفة.
واستمرت المؤثرات النفسانية الجديدة في التطور والنمو بحيث تضاعف عدد المواد المبلَّغ عنها تقريبا بحلول عام 2015 ليصل إلى 483 مؤثراً مقارنة ب 260 من مؤثرا نفسانيا جديدا في عام 2012.
ويزداد إنتاج الأفيون ويزدهر سوق الكوكايين. ففي عام 2016، زاد الانتاج العالمي من الأفيون بمقدار الثلث مقارنة بالعام السابق، ويعزى ذلك أساسا إلى ارتفاع غلّة خشخاش الأفيون في أفغانستان.
ويشير التقرير أيضا إلى التوسع في سوق الكوكايين، حيث زادت زراعة شجيرة الكوكا في الفترة 2013-2015 بنسبة 30%، وهو ما يعزى أساسا إلى زيادة المساحة المزروعة في كولومبيا. وبعد فترة من انخفاض تعاطي الكوكايين، توجد دلائل على زيادته في أكبر سوقيْن، وهما أمريكا الشمالية وأوروبا.
المخدرات والإرهاب
يعتمد بعض الجماعات الإرهابية، وليس كلها، على أرباح المخدِّرات. فبدون العائدات المتأتية من إنتاج المخدِّرات والاتِّجار بها، والتي تشكل نحو نصف الدخل السنوي لحركة طالبان، ربما لم يكن نطاق الحركة وأثرها كما هما عليه اليوم. ويقع ما نسبته 85% من زراعة خشخاش الأفيون في أفغانستان في الإقليم الواقع ضمن نفوذ حركة طالبان.

اقرأ المزيد