الجمعة, مارس 29, 2024

اخر الاخبار

الرئيسيةبلومبيرج: 3 عقبات تواجه خطة ترامب للسلام فى الشرق الأوسط

بلومبيرج: 3 عقبات تواجه خطة ترامب للسلام فى الشرق الأوسط

يترقب المجتمع الدولي أن يكشف الرئيس الأمريكي عن خطة السلام للشرق الأوسط الجديدة في مطلع 2018، إلا أن ذلك قد يواجه عقبات رئيسية حسبما أشارت وكالة “بلومبيرج” الأمريكية.
واعتمدت الوكالة في تقريرها الذي نشر اليوم، حول العقبات التي قد تواجه خطة ترامب، على الزيارة المفاجئة التي قام بها 3 من كبار مساعديه في البيت الأبيض الشهر الماضي، وهم جاريد كوشنر وجايسون غجرينبلات ودينا باول، إلى منطقة الشرق الأوسط لمناقشة الخطة.
وجاء إعلان مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي عن زيارة الأخير للقدس ورام الله والقاهرة خلال شهر ديسمبر المقبل، ليعطي مؤشرًا على وجود عقبات بالفعل أمام خطة السلام.
ولتحقيق الخطة، يحتاج البيت الأبيض إلى فهم الإخفاقات طويلة الأمد الماضية، والخطوات التي اتخذها وأدت إلى عقبات ونتائج عكسية حتى الآن، والتي حصرها المراقبون في 3 محاور رئيسية.
أولها، أن رفض ترامب دعم إدارته لحل الدولتين، بدءًا بتعليقه الرافض في فبراير الذي قال فيه “أنا أنظر إلى دولتين وإلى دولة واحدة، وأرغب تمامًا بما يرغب به كلا الطرفين”، تسبب هذا الرفض بنتائج عكسية ويجب التراجع عنه.
ورأت “بلومبيرغ”، أن مجمل الإسرائيليين لا يمكن أن يقبلوا بالدولة الواحدة، الحل الذي بموجبه سيعيش فيه الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني معًا في كيان سياسي واحد، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى حرب أهلية كما هو الحال في سوريا، أو إلى نسخة شرق أوسطية من الفصل العنصري الحاصل في جنوب أفريقيا.
وأيًا كانت النتيجة، فهذا سوف يعني نهاية إسرائيل كوطن يهودي، وسيكثف من أعمال العنف بين الطرفين، الأمر الذي قد يمتد إلى ما بعد الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، لتصبح أزمة أخرى سيكون على إدارة ترامب مواجهتها.
أما المحور الثاني، فقد أشارت من خلاله إلى فشل المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب الاعتماد الحصري على المفاوضات الثنائية، الأمر الذي بات الهدف منه جلب الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات فقط.
بدلاً من ذلك، كان على فريق ترامب أن يعترف بأن التوصل لاتفاق سلام شامل غير ممكن في المستقبل القريب، وينبغي عليه استخدام نهج تدريجي بواسطة توجيه الأطراف تجاه حقيقة دولتين لشعبين، وترك الباب مواربًا للمفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق.
وتتبلور ثالث المحاور في المستوطنات التي تشكل عقبة رئيسية أمام التقدم، وينبغي على ترامب أن يتعلم من أحد أسلافه كيفية التغلب على هذه العقبة، من خلال تحديد الكتل الاستيطانية الرئيسية المتاخمة لخطوط هدنة عام 1949 أو ما يسمى بالخط الأخضر، والأحياء اليهودية في القدس الشرقية حيث يعيش حوالي 80% من المستوطنين، بعد ذلك عليه التفريق بين هذه المناطق وبين المستوطنات المعزولة.
وفي هذا الشأن، كان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، قد ذكر هذا التمييز في رسالته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون في العام 2004.
إلا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تحاول محو هذا التمييز، لكن في الوقت نفسه، وعلى إدارة ترامب مقاومة هذه المحاولة والتأكد من أن إسرائيل سوف تقوم بترسيم حدودها المستقبلية، استنادًا إلى حدود 4 يونيو 1967 إلى جانب البدائل الإقليمية.
ووفقا للوكالة ، قأن على إسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الرئيسية تحت سيادتها، ووقف جميع عمليات بناء المستوطنات في المناطق الواقعة شرق الجدار الأمني في الضفة الغربية، وتوفير المساواة الكاملة في الحقوق لجميع المقيمين داخل هذه الحدود، وتوفير مساحة كافية لإنشاء دولة لملايين الفلسطينيين خارج حدودها.
ومن وجهة نظر “بلومبيرج”، فإن ذلك النهج يتطلب نقل حوالي 100 ألف من المستوطنين في نهاية المطاف، إلى مناطق أخرى داخل حدودها المستقبلية، وهذ الحل ليس مستعصياً كما يدعي أنصار التسوية.
وقد وجدت دراسة استقصائية شاملة للمستوطنين، قامت بها منظمة “المستقبل الأبيض الأزرق” غير الحزبية صدرت عام 2014، أنه “إذا تم تعويض هؤلاء المستوطنين، فإن حوالي 30% منهم سيقومون بالانتقال طواعية حتى بدون اتفاق سلام، وسيقوم العديد من الآخرين بفعل ذلك في حال توقيع اتفاق”.
وخلصت “بلومبيرج” إلى أن “الرؤساء الأمريكيين اكتشفوا منذ عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، أن عملية السلام مهمة صعبة، لكن بالرغم من ذلك فإن على ترامب وفريقه أن يدركوا أيضًا أن الوضع الإسرائيلي الفلسطيني الراهن لا يمكن السكوت عنه، لذلك يجب عليه أن يضع نصب عينيه هدفًا واضحًا، وهو تحقيق دولتين لشعبين”.

اقرأ المزيد