الثلاثاء, أبريل 23, 2024

اخر الاخبار

مؤتمرات«القلعة» تناقش تطور الاستثمار بقطاعات الطاقة والنقل واللوجستيات وتطلعات القارة السمراء

«القلعة» تناقش تطور الاستثمار بقطاعات الطاقة والنقل واللوجستيات وتطلعات القارة السمراء

شارك الدكتور أحمد هيكل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة القلعة، في فاعليات مؤتمر “أفريقيا 2017” والذي يختتم أعماله اليوم، تحت عنوان “التجارة والاستثمار لأفريقيا ومصر والعالم”.
واعتماداً على خبرته الواسعة كمستثمر مسئولاً في القارة السمراء وكأحد كبار المستثمرين والممولين لكبرى المشروعات المتخصصة في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، شارك هيكل في حوار حصري منفرد حول تحفيز الاستثمار والتبادل التجاري وتحقيق عيش كريم لكل شباب وأبناء القارة السمراء.
وتحدث عن وجهات نظره، حيث قام بالاستثمار في العديد من القطاعات عبر الحدود بخاصة قطاعي الطاقة والبنية التحتية وعن أهم التحديات التي واجهته فيما يتعلق بالاستثمار في الدول الإفريقية وكيفية التغلب عليها.
وتطرقت كلمة هيكل إلى مقومات النمو غير المسبوقة بالقارة رغم تحديات المرحلة الراهنة، وذخرها بفرص الاستثمار الواعدة التى تلبى الاحتياجات الحقيقية لشعوب المنطقة شريطة أن يتحلى القطاع الخاص بروح الإقدام والقدرة على تجاوز المخاطر وحشد والخبرات والموارد المتوفرة دوليًا لزيادة كفاءة المنظومة الاقتصادية بصفة مستديمة وتعزيز المركز التنافسى لأفريقيا على خريطة الاقتصاد العالمى.
ونوه بأن أفريقيا هي المستقبل، حيث تملك الإمكانات كافة التي تؤهلها لتحقيق النمو القوى والسريع، واختيار القوة الاقتصادية الكبرى في العالم التي تتعاون معها سواء الصين أو أمريكا أو أوروبا، موضحا أن الصين ربما لديها بعض المشكلات مثل تباطؤ النمو وزيادة العجز، وأن تركيزها في الفترة الحالية ربما ينصب على معالجة مشكلاتها الاقتصادية.
كما لفت إلى أن الصين ربما تركز بشكل أكبر على أوروبا وأمريكا كأسواق أعلى في مستوى الدخول نتيجة ارتفاع الأسعار في العالم الناتج عن ارتفاع التكاليف والخامات، في المقابل نجد أن الولايات المتحدة يشهد اقتصادها تحسنا ملحوظا، وأن كان الارتفاع المتواصل في أسعار الفائدة لديها يمثل مزيدا من العبء على ديونها وقدرتها الاستثمارية في الخارج.
وأوضح أن القارة الأوروبية تتحسن على الصعيد الاقتصادي، نتيجة الفائدة السلبية والإصلاح الذي أجرته العديد من الدول في جهازها المصرفي، لكنها لا تزال تعاني مع عمليات الهجرة القادمة من أفريقيا وهو ما يجعلها أكثر حرصا على الاستثمار في أفريقيا، وخلق فرص عمل للشباب الأفريقي، كفرص بديلة للهجرة.
وأشار أن هناك العديد من المتغيرات على الساحة التي تفرض ضرورة تقديم برامج تدريبية مختلفة للشباب لزيادة قدرتهم التنافسية بخاصة وأننا نعيش عصر رقمي وتكنولوجي بالدرجة الأول يقل فيه وجود العنصر البشري بدرجة كبيرة.
ونبه إلى أن أفريقيا تعاني من ارتفاع معدل أعباء الديون ما يجعل قدرتها على توفير الأموال لتهيئة المناخ للاستثمار أمرا ليس سهلا، لكن جاذبية الفرص الاستثمارية فيها جعلت شركات دولية تبدأ في الدخول في هذا المجال وضخ استثمارات بمليارات الدولارات، حيث إن الحكومات بمفردها لا تستطيع القيام بهذا الدور، ولكن عليها تهيئة البنية التحتية للاستثمار الدولي. كما تطرق هيكل إلى مقومات النمو غير المسبوقة بالقارة رغم تحديات المرحلة الراهنة، وزخرها بفرص الاستثمار الواعدة التي تلبى الاحتياجات الحقيقية لشعوب المنطقة شريطة أن يتحلى القطاع الخاص بروح الإقدام والقدرة على تجاوز المخاطر والخبرات وتوظيف الموارد المتوفرة دوليًا لزيادة كفاءة المنظومة الاقتصادية بصفة مستدامة وتعزيز المركز التنافسي لأفريقيا على الخريطة الاقتصاد العالمي.
هذا، وقد تمحور حلم هيكل في الدورة الماضية للمؤتمر حول عدد من المحاور الرئيسية التي تضمنت كفاءة توزيع شبكات الكهرباء والالتفات إلى استخدام الطاقة الشمسية بشكل عام وبخاصة في المناطق الريفية علاوة على استغلال الطاقة النظيفة كمصدر للطاقة وتأسيس شبكات نقل متعددة الوسائط وليس فقط مجموعة من الطرق وهو ما من شأنه ربط المصدرين بالأسواق الإقليمية والعالمية.
كما تضمن حلمه توصيل الغاز الطبيعي على نطاق أوسع للمنازل والمؤسسات الصناعية من خلال آليات توزيع قومية وإقليمية الفعال من الغز الطبيعي المسال إلى خطوط الأنابيب. هذا بالإضافة إلى حلمه بتوفير مياه نظيفة آمنة للقارة بأكملها وتوفير إمكانية الدخول على شبكات الإنترنت لكافة قاطني القارة.
وبسؤاله عن ما تم تحقيقه من حلمه الإفريقي حتى الآن، أجاب هيكل أن جزء كبير من هذه الأحلام في طريقها للتحقق، فشركة القلعة بصدد افتتاح أكبر مشاريعها في نهاية العام المقبل من خلال الشركة المصرية للتكرير المقام بمسطرد حيث توفر 50% من فاتورة استيراد المشتقات البترولية.
وستقوم الشركة المصرية للتكرير بإنتاج 4.2 مليون طن سنويًا من المنتجات البترولية عالية الجودة والقيمة، تشمل 2.3 مليون طن من وقود السولار المطابق لمواصفات الجودة الأوروبية Euro V – بما يتجاوز 50% من واردات السولار في الوقت الحالي – و600 ألف طن من وقود النفاثات، وذلك باستخدام مدخلات إنتاج مثل المازوت منخفض القيمة.
ويمثل مشروع المصرية للتكرير أحد الحلول العملية لأزمة نقص الوقود المتكررة بالسوق المصرية، فضلاً عن مساهمته في تعزيز الأداء البيئي من خلال منع انبعاث 93 ألف طن من ثاني أكسيد الكبريت إلى هواء القاهرة الكبرى.
وعلى صعيد شبكات النقل واللوجستيات، أوضح هيكل أن استثمارات شركة القلعة حققت طفرة ملحوظة على مدار السنوات القليلة الماضية في مجالات النقل النهري والدعم اللوجيستي وإدارة الموانئ النهرية، حيث استفادت الشركة من التطورات الكلية التي طرأت على المشهد الاقتصادي في السوق المصري على خلفية التوجه الحكومي نحو تحرير أسعار الطاقة وخفض الدعم بصورة تدريجية، مما يترتب عليه ارتفاع تكلفة الوقود واتجاه الشركات والمصانع إلى دراسة البدائل العملية لأنشطة النقل والشحن.
وألمح في السياق ذاته إلى مشروع الشركة بالنوبارية والذي من شأنه خلق مركزاً لوجستياً للاستيراد والتصدير. كما حث هيكل المستثمرين الأفارقة على إنشاء مراكز مشابهة من شأنها تعزيز التجارة البينية بين الدول الأفريقية.
وأردف أن حلمه الأكبر يظل أن يرى ما أسماه “أفريقيا المترابطة”، موضحاً أن شركة القلعة ضخت استثمارات ضخمة لتربط مصر من الإسكندرية إلى أسوان من خلال شبكة من الموانئ والمواكز اللوجستية حيث عرض خريطة وركز فيها على عرض اخر تطورات مشروع النوبارية وما يحويه من 4 محاور للتخزين. تبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 70 ألف متر مربع.
ودعا هيكل في السياق ذاته كافة المستثمرين الأفارقة إلى اتخاذ خطوات جريئة قد يبدو صعب اتخاذها في ظل التحديات الحالية ولكن حقيقة الأمر أنها ستحدث تغيراً كبيراً على صعيد القارة الأفريقية وديناميكياتها.
وفي إطار الالتفات للطاقة الشمسية، قال هيكل أن عام 2017 شهد توقيع مجموعة طاقة عربية “إحدى شركات مجموعة القلعة” ومجموعة حسن علام القابضة عن شركتهما الجديدة، “طاقة عربية للطاقة الشمسية” المتخصصة في الطاقة الجديدة والمتجددة، مع مؤسسة التمويل الدولية IFC على كافة عقود التمويل الخاصة بمشروع محطة توليد الطاقة الكهربائية بواسطة الخلايا الفوتوفولتية بقدرة 50 ميجاوات بمنطقة بنبان محافظة أسوان، وفقا للمرحلة الثانية من برنامج تعريفة التغذية المعلن من الحكومة المصرية، حيث يعد المشروع حجر الأساس نحو التوسع في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة المختلفة وباستخدام أحدث التقنيات ومنها الرياح والطاقة الشمسية المركزة والطاقة الحيوية بحيث يتم تعظيم دور المجموعة كمشغل متكامل في مجالات الطاقة المختلفة (كهرباء – غاز – تسويق منتجات بترولية – طاقات متجددة).
وأكد هيكل أن القلعة لا تقوم فقط بالاستثمار في مشاريع تنتمي إلى قطاعات مختلفة ولكنها تشعر بقدر من المسئولية تحتم عليها إحداث تغيير في القطاعات التي تعمل بها وإضافة قيمة مضافة ليس فقط لمصر ولكن لاقتصاديات القارة الإفريقية ككل.
يذكر أن القلعة هي شركة رائدة في مجال الاستثمار المباشر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتقوم بالتركيز على بناء الاستثمارات الإقليمية التابعة في صناعات منتقاة بأنحاء المنطقة من خلال عمليات الاستحواذ وإعادة الهيكلة وبناء المشروعات الجديدة التي يتم تنفيذها عبر الصناديق القطاعية المتخصصة.
وتأتي شركة القلعة في المركز الأول بين شركات الاستثمار المباشر في أفريقيا من حيث حجم الأصول المدارة، حيث تركز الشركة على مشروعات البنية التحتية بعدد من البلدان الإفريقية الهامة.

 

 

أحمد هيكل بمنتدى افريقيا

اقرأ المزيد