الجمعة, أبريل 19, 2024

اخر الاخبار

مقالاتد. على فخروتبريرات غير مقنعة للتلاعب بقضية قومية

تبريرات غير مقنعة للتلاعب بقضية قومية

بقلم: د. علي محمد فخرو

هل حقاً أن مسيرة التنمية في بلاد العرب متعثًّرة بسبب عدم اعترافهم بسلطات الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلًّة؟ أم أن التنمية متعثرة، كما تؤكدها مئات الدراسات والتقارير الدولية، بسب الفساد المالي والسياسي المتجذُّر في كثير من مؤسسات الحكم والادارة العربية.

وبسبب الإقتصاد الريعي الذي يسمح بتركًّز الثروة في يد أقلية، بعيداً عن رقابة ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني، وبسبب الإرتباط التابع العاجز مع مؤسسات الإقتصاد والمال الدولية المهيمنة؟

فاذا كان البعض يريد التملُّص من التزاماته القومية العروبية تجاه أرض فلسطين العربية ومن أحاسيسه الأخوية الإنسانية تجاه شعب فلسطين العربي المنكوب، فليستعمل مشجباً آخر غير موضوع التنمية المتعثُّرة ليعلُّق عليه تبريراته وخيالاته التي لن تنطلي على الأغلبية الساحقة من شعبه.

لنذكر هؤلاء، من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، بتاريخ وقوف كل مكونات أمتهم العربية منذ بضعة عقود فقط في سبيل تحررهم من الإستعمار الغربي الذي كان جاثماً على أرضهم. ألم تكن التزامات رابطتي العروبة والإسلام وراء مساندة كل أقطار الوطن العربي لهم في سبيل حريتهم واستقلالهم ؟ هل نُّسي كل ذلك؟.

ثمً، ليعطونا مكوناً واحداً من مكونات التنمية الذي لا يمكن توفًّره إلاُ من خلال السلام مع الكيان الغاصب الاستيطاني الذي يقطر دم الألوف من أطفال ونساء وشيوخ فلسطين من أيادي قادته؟ هل أن الاستثمارات والتكنولوجيا والعلم والصناعة لا توجد إلاُ في ذلك الكيان؟ أليست متوفرة في الأسواق الأميركية والأوروبية والآسيوية؟

أضف إلى ذلك، إلا يخجل بعض إعلاميي وكتبة ومرتزقة المنافقين من بعض هؤلاء العرب من تكسُّبهم الإنتهازي الذليل على حساب آلام وأحزان وحقوق أربعة عشر مليوناً من إخوانهم الفلسطينيين؟ إلا يرون، حتى بأدنى مستويات الفهم وتحكيم الفطرة والضمير، الدمار والجوع والتهميش والإذلال والتوقيف التعسًّفي والقتل المتعمًّد والنهب الممنهج للأرض الفلسطينية الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني على يد جنود الإحتلال وغزاة الاستيطان ومن يساندهم في الغرب الإستعماري؟.

كل ذلك يرونه بأمُّ أعينهم يومياً ، ومع ذلك، وبالرغم من كل ذلك ، يكتبون وينشدون قصائد المديح في ” ديموقراطية” و ” سلمية ” ” وتحضًّر ” و ” تقدم ” الوجود الصهيوني الاستعماري في أرض تاريخية مقدًّسة من هذا الوطن العربي المنهك المستباح؟ أم أن قيم المروءة والعدالة والإنصاف والأخوة الإنسانية أصبحت بضاعة تباع وتشترى في أسواق النخُّاسة والبغاء في أرض العرب؟.

دعنا نكون واضحين وصادقين مع النفس، إذ ماعاد من الممكن التستًّر على أي شيئ ومراعاة خاطر هذه الجهة أو تلك.

نحن العرب، لدينا ألف مشكلة ومشكلة مع إيران، وبعض قادتها ومؤسساتها يحملون مسؤولية تفاقم الكثير من تلك المشاكل. ولكن، هل حقاً أن الطريق لمواجهة وحلًّ تلك المشاكل مع إيران يمُّر عبر شوارع ومؤسسات حكم تل أبيب والتناغم مع استخباراتها؟

ألا يكمن الحلُّ في إنهاء الصراعات العربية – العربية التئآمرية السياسية ، والابتعاد عن سخافات الصراعات الطائفية، وإرجاع الحياة إلى جثًّة النظام العربي القومي الإقليمي، ممثلاً بالجامعة العربية، ليكون ندًّاً ووزناً يحسب له ألف حساب من قبل دول إقليم الشرق الأوسط غير العربية وأيضاً في الساحة الدولية؟

وبهذه المناسبة دعنا نطرح سؤالين آخرين مفصليًّين متعلًّقين بمعرفة حقيقة هذا الموضوع القومي الوجودي.

الأول، لماذا لاتقوم مراكز البحوث والدراسات العربية، المستقلة عن مماحكات الحكومات العربية، وبلادات الصراعات الفلسطينية – الفلسطينية ، باجراء استفتاءات لعينات ممثلة وصادقة من المواطنين العرب في مختلف أجزاء وطن العرب، وذلك بشأن موقفهم من التطبيع مع العدو الصهيوني؟ ثم وضع النتائج أمام المسؤولين المطًّبعين ليعرفوا مدى القبول أو الرًّفض لما يفعلونه ، ظلماً واستهتاراً، بقضية شعب منكوب بتكالب الخارج والداخل والقريب عليه وعلى وطنه.

ثانياً، لماذا لاتنبري بعض مؤسسات المجتمع العربي السياسية والحقوقيه، متعاونة ومتساندة، باستدعاء ملايين المواطنين العرب للتوقيع على رفض تام للتطبيع ، من أي نوع كان وبأي مستوى، وذلك من خلال شبكات التواصل الالكترونية المعروفة؟ ثم وضع ذلك أمام المطبعين ليعرفوا مدى الرفض لما يفعلون.

وما دمنا نريد أن نكون صريحين وصادقين مع النفس، لنسأل مؤسسات وتجمعات الفلسطينيين السياسية، إينما تكون وتحت أيُّ مسمًّى، الم تصل بعد إلى القناعة بأن إنقساماتهم النفعية وصراعاتهم الانتهازية العبثية، وبيع بعضهم لأنفسهم ولقضية شعبهم، وخيانات بعضهم جهاراً دون عقاب ولا رادع، هي أحد لأسباب الرئسية التي يتذرًع لوجودها بعض المطبُعين لتبريرمايفعلون؟ ماعاد السكوت ممكناً أمام منظر الإنقسامات والصراعات الفلسطينية تلك. إنها فضيحة أخلاقية ووطنية وقومية، لايمكن تبريرها ولايمكن تغطيتها بعار قلًة الحيلة وبأقنعة الحاجة لهذه الجهة أو تلك.

ليس الهدف لوم هذه الجهة العربية أو تلك، فاللُوم في الحقيقة يجب أن يقع على أمة العرب جميعها التي سمحت بكل ذلك من كثرة تغاضيها عن أخطاء قادتها، وهوانها على نفسها، واستعدادها لقبول كل من هبً ودب وكل ماهب ودب، ثم وضع اللوم الكاذب على الإرادة الإلهية العادلة بالترديد الدائم الببغائي لمقولة ” لاحول ولاقوة الأ بالله ” تهرباً من مسؤولية النضال للخروج من هذا الوضع المأساوي الحزين.

اقرأ المزيد