كتب: أحمد عطا
لا أعلم لماذا تذكرت الدور الذي لعبه المخرج الموهوب علي إدريس في فليم الكيت كات للمخرج العبقري دَاوُد عبدالسيد وانا اتابع الشاشة المصرية منذ فترة، ربما كان هناك علاقة وثيقة بين صبي الكهربائي الكسول الذي غلب عليه النعاس اثناء عمله وما كان من صاحب الصوان ان دفعه بيديه ليوقظه وقال له (قوم ياد شوف شغلك انت جي تنام هنا) فتظاهر صبي الكهربائي بالنشاط الغير حقيقي وبدا يردد مأثورات وكلمات نتعود علي سماعها (الو الو واحد اتنين تلاتة أربعة).
وقبل ان اتعرض للعلاقة بين صبي الكهربائي والشاشة المصرية، علينا ان نقر بأن صناعة الاعلام صناعة عالمية بل صارت منصات دولية تستخدمها الاجهزة الاستخبارتية لاستهداف دول بأكملها واصبح هناك معايير لكل تفصيلة علي الشاشة، المذيع والمذيعة أو كلاهما له وزن محدد ومظهر شيك وملابس سينيهات ويجيد اكثر من لغة بالاضافة الى الثقافة العامة.
وكذلك المذيعة لا تعرف للبشاميل والمحشي طريق تُمارس الرياضة بشكل يومي تطلع على الملفات السياسية للمتابعة والربط بين ما تحصل عليه من معلومات وما تقدمه على الشاشة، هذا بجانب القبول والمهنية.
ولكن ما نراه علي الشاشة ينذر بكارثة ويستثني من ذلك عدد قليل من المذيعين والمذيعات ممن تتوافر فيهم المعايير الاحترافية من حيث الشكل والمضمون وهم قلة وعلي رأسهم مذيعي قناة اون سبورت شيئ يدعوا للفخر، والثنائي المحترف عمرو أديب ووائل الابراشي، و الثلاثي اسماءمصطفي وايمان الحصري وريهام السهلي، والمثقف المهني سيد علي.
في نفس الوقت انتهي زمن المذيعة التي لا تتمتع بكاريزما وغير مهنية وتصدر لنا وزنها الزائد أو مكياچها الردئ وقد صدرت لنا إطلالتها المتواضعة لمجرد انها مسنودة أو لديها واسطة، وللاسف رحمين الشاشة في الفترة الاخيرة وتحديداً بعد 25 يناير مع ان صناعة الاعلام عمل إبداعي وليس وظيفة، ولهذا هناك شريحة كبيرة لابد ان يتم التعامل معهم كما فعل صاحب الصوان مع صبي الكهربائي في فيلم الكيت كات بعد انصراف المشاهد عن الشاشة المصرية يستثني عدد قليل ممن ذكرت اسمائهم من المحترفين والمحترفات.
وانصرف المشاهد لقنوات عديدة في المنطقة العربية بعضها متوازن في رسالتها الإعلامية والبعض الآخر ينصب فخاخ ممنهجة بمعلومات غير صحيحة لاستهداف المشاهد المصري الذي انصرف عن الشاشة بعد ان تحول العمل الإعلامي لموضة، ولكن للأسف هذة الموضة أفسدها مشهد المخرج علي إدريس في دور صبي الكهربائي في فيلم الكيت كات.
لابد من مراجعة لإنقاذ صناعة الإعلام المصري، وندفع خارج الشاشة كل من يتشابه مع صبي الكهربائي.