الجامعة العربية: المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان المصرى جرت وفقاً للدستور والمعايير الدولية

أعربت جامعة الدول العربية، عن ارتياحها للأجواء التي جرت فيها عملية الاقتراع في انتخابات مجلس النواب داخل جمهورية مصر العربية وخارجها، وانها  جرت وفقاً للمعايير الدولية، وفي نطاق احترام ما نص عليه الدستور والقوانين المنظمة لهذه العملية.
وأكدت الجامعة أن بعثتها ستواصل عملها ومتابعتها لمجريات جولة الإعادة والمرحلة الثانية، على أن تصدر تقريرها النهائي متضمناً ملاحظاتها التفصيلية وتوصياتها بعد إعلان النتائج النهائية ونسب المشاركة من قبل اللجنة العليا للانتخابات لترفعه إلى الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وترسل نسخة منه إلى اللجنة العليا للانتخابات.
صرحت بذلك السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع الإعلام والاتصال، رئيس بعثة الجامعة في متابعة الانتخابات، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم لإعلان تقرير بعثة الجامعـة لمتابعة الجولة الأولى للمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب.
وكشفت أن المتابعين في الميدان استخدموا آلية جديدة لرصد العملية الانتخابية، وذلك باستخدام الاستمارات الالكترونية على الأجهزة اللوحية، عبر برنامج يتلقى ملاحظات المتابعين ويحدثها بشكل متواصل، ويحول هذه الملاحظات إلى غرفة العمليات عن طريق رسومات بيانية وإحصائيات مئوية، الأمر الذي يساهم في سهولة وسرعة التعرف على المؤشرات الأولية لسير العملية الانتخابية ودقتها.
وقد زارت فرق البعثة خلال يومي الاقتراع (1266) لجنة اقتراع و(25) لجنة فرز تواجدت في (466) مركز اقتراع في 11 محافظة هي: (الجيزة- الفيوم- بني سويف- المنيا- أسيوط- الأقصر- أسوان- البحر الأحمر- الإسكندرية- البحيرة- مرسى مطروح).
وحول أهم ملاحظات البعثة بشأن سِيَر العملية الانتخابية، قالت السفيرة هيفاء إنه تم رصد عدد من الملاحظات والتي تتعلق بفترة الدعاية الانتخابية، موضحة أن فترة الدعاية الانتخابية شهدت بعض التجاوزات التي ستتناولها البعثة مفصلاً في تقريرها، لا سيما استمرارها خلال يومي الاقتراع، وتعتبر البعثة أن هذه التجاوزات وإن كانت لا تؤثر بشكل جوهري على العملية الانتخابية، إلا أنها تؤكد أهمية تطبيق ما نص عليه القانون على مرتكبيها، وذلك ضماناً لعدم تكرارها في الجولة والمرحلة القادمتين.
كما توصل متابعو بعثة الجامعة خلال أدائهم لمهامهم إلى تقييم مدى توافق مجريات عمليتي الاقتراع والفرز خلال يومي الاقتراع مع الإجراءات المنصوص عليها في القانون، ومنها إجراءات افتتاح لجان الاقتراع وغلقها، وخطوات عملية الاقتراع والمواد اللوجستية اللازمة لإتمامها، بالإضافة إلى تقييم سير عملية الفرز.
وتتلخص ملاحظات البعثة فيما يلي:
افتتاح لجان الاقتراع: لم يفتتح عدد كبير من مكاتب الاقتراع التي زارتها فرق بعثة الجامعة في الوقت المحدد طبقاً لقانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية الذي ينص على أن يكون الافتتاح تمام الساعة التاسعة صباحاً، وقد يرجع ذلك إلى تأخر وصول أعضاء اللجان الانتخابية ومواد الاقتراع في بعض الحالات.
مواد الاقتراع: توفرت الكمية الكافية من المواد الانتخابية في غالبية لجان الاقتراع التي زارتها فرق بعثة الجامعة، وهو ما يؤكد على التزام اللجنة العليا للانتخابات بتوفير كل مستلزمات عملية الاقتراع في الوقت المحدد، إلا أنه في عدة لجان اقتراع، لم تكن قوائم الناخبين المسجلين معلقة خارج اللجان.
موظفو لجان الاقتراع: بحسب ما جاء في تقارير المتابعين، تواجد الموظفون معظم الأحيان داخل لجان الاقتراع، وقد سجل متابعو البعثة تواجداً متميزاً للمرأة كموظفة في لجان الاقتراع. وبصفة عامة، اتسم تعامل موظفي اللجان بالتعاون مع متابعي بعثة الجامعة، وتميز أداؤهم بالمهنية والإلمام بإجراءات يوم الاقتراع.
إتاحة دخول المتابعين إلى لجان الاقتراع: سمحت الجهات القائمة على تأمين مراكز الاقتراع والسادة القضاة وموظفو اللجان لمتابعي بعثة الجامعة بدخول مقرات الاقتراع، إلا أنه وفي بعض الحالات لم يسمح للمتابعين بدخول بعض المراكز وطلب منهم تقديم تصاريح من جهات أخرى رغم حملهم تصاريح المتابعة الصادرة عن اللجنة العليا للانتخابات، وقد يرجع ذلك إلى عدم الإلمام الكافي بدور المتابع الدولي وحقوقه وواجباته.
فئات الناخبين: لاحظت بعثة جامعة الدول العربية المشاركة المتميزة للمرأة المصرية وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، كما لاحظت مشاركة نسبة كبيرة من الأميين في عملية الاقتراع خاصة في محافظات الصعيد.
التأثير على الناخبين: رصدت بعثة جامعة الدول العربية محاولات متعددة للتأثير على إرادة الناخبين عند توجههم للإدلاء بأصواتهم بطرق متعددة، الأمر الذي يستلزم التصدي لهذه الظاهرة خلال الجولات المقبلة للانتخابات وتطبيق ما نصت عليه القوانين على مرتكبيها ضماناً لعدم تكرارها مستقبلاً.
فترة الراحة: أصدرت اللجنة العليا للانتخابات قرار رقم 79 بشأن ضوابط تنظيم ساعة الراحة في لجان الاقتراع، وفي جميع المراكز التي زارتها فرق بعثة جامعة الدول العربية، لم يتم رصد أي مخالفات أثناء هذه الفترة.
المتابعون المحليون ومندوبو المرشحون: رصدت بعثة الجامعة تواجداً ملحوظاً للمتابعين المحليين في الجولة الأولى للمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، وتدعو بعثة الجامعة منظمات المجتمع المدني إلى بذل المزيد من الجهود خلال المراحل المقبلة لتوعية الناخبين بإجراءات عملية الاقتراع وأهمية المشاركة في العملية الانتخابية. كما لاحظ متابعو البعثة تواجداً لمندوبي المرشحين داخل بعض لجان الاقتراع، وتؤكد البعثة على أهمية تواجدهم خلال عملية الاقتراع والفرز، الأمر الذي يسهم إيجابياً في قبول النتائج.
الأمــن: تشيد بعثة الجامعة بالدور المتميز والهام الذي لعبته قوات الجيش والشرطة في تأمين مقرات الاقتراع خلال الجولة الأولى للانتخابات، حيث تمت العملية الانتخابية في ظل خطة أمنية محكمة أسهمت في إتمام عملية الاقتراع دون حوادث تذكر. كما لم تلاحظ البعثة أي تدخل لعناصر قوات الجيش والشرطة في سير العملية الانتخابية.
اختتام الاقتراع والفرز: أغلقت لجان الاقتراع التي زارتها البعثة في الوقت المحدد قانونياً. وتمت عملية الفرز وفقاً للإجراءات التي نص عليها القانون بشكل صحيح وبحضور المتابعين المحليين ومندوبي المرشحين، غير أن متابعي البعثة لاحظوا عدم تعليق نتائج الفرز خارج بعض اللجان.
انتخابات المصريين في الخارج: شاركت جامعة الدول العربية في متابعة انتخابات الجالية المصرية في الخارج من خلال مكاتبها الخارجية في كل من: نيويورك – برلين – أديس أبابا – نيودلهي – نيروبي – موسكو، وقد أكدت التقارير الواردة من متابعي بعثة الجامعة العربية في الخارج على حسن سير وتنظيم العملية الانتخابية وسلامة إجراءاتها وفقاً لما نص عليه القانون، كما أشادت باستخدام جهاز الرابط الالكتروني الخاص بتدقيق هوية الناخب، الأمر الذي ساهم في تيسير عملية الاقتراع على الناخب وإنجازها دون تعقيد. إلا أنه تم تسجيل الغياب التام لممثلي المرشحين في المقرات التي تواجدت فيها بعثة الجامعة.
وكان الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد وجه بتشكيل بعثة لمتابعة انتخابات مجلس النواب برئاسة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وتضم في عضويتها أكثر من (100) متابع من موظفي الأمانة العامة للجامعة ينتمون إلى (18) جنسية عربية مختلفة من غير الجنسية المصرية، وذلك لضمان الحيادية التامة لكافة أعضاء البعثة.