أقام اليوم المركز الصيني للتجارة الخارجية، الجهة المُنظمة لمعرض كانتون، مؤتمراً صحفياً بالتعاون مع سفارة الصين الشعبية بالقاهرة، للإعلان عن انطلاق الدورة 117 من معرض كانتون، والذي من المقرر إقامته في مجمع معارض الاستيراد والتصدير الصيني في الفترة من 15 إبريل إلى 5 مايو بمدينة جوانجتشو الصينية.
حضر المؤتمر الصحفي كل من هان بينج مستشار الشؤون الاقتصادية والتجارية بسفارة الصين الشعبية لدى القاهرة، لي جيانجون نائب مدير عام المركز الصيني للتجارة الخارجية، وسامح مصطفى زكي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة.
ومن جانبه، قال لي جيانجون “لقد شهدت العلاقات التجارية بين مصر والصين نمواً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 6 مليار دولار إلى أكثر من 10 مليار دولار، وهو ما نعتبره إنجازاً كبيراً خاصة في ظل ما واجهته مصر من ظروف وتحديات عديدة خلال الفترة الماضية. لذا من المهم للغاية أن تستفيد الدولتان من الفرص التجارية والاستثمارية المشتركة، بما ينعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية في كلا البلدين”.
وأضاف “ويُعد الوفد المصري من أكبر الوفود المشاركة في معرض كانتون مقارنة بالوفود القادمة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يؤكد عمق العلاقات التجارية بين مصر والصين، وهو ما يدعو للثقة في حرص البلدين على تقوية علاقتهما التجارية خلال الفترة المقبلة”.
الجدير بالذكر أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين شهدت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لمصر عام 2012 بوصول حجم التجارة المصرية – الصينية إلى 7.8% من إجمالي حجم التبادل التجاري لمصر. ووفقاً لإحصائيات السفارة الصينية بالقاهرة، ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 11.6 مليار دولار عام 2014، مقارنة بـ 10.2 مليار دولار في 2013.
ويتضمن التبادل التجاري بين البلدين العديد من المنتجات المصرية التي يتم تصديرها للصين والعكس صحيح. هذا وقد بلغ حجم الصادرات المصرية للصين عام 2014 ما قيمته 1.16 مليار دولار، متمثلة في المواد الخام مثل البترول والغاز الطبيعي والرخام والجرانيت والرمل الحديدي وخام الحديد والجلود، بينما بلغ حجم الواردات الصينية لمصر 10.46 مليار دولار خلال نفس العام، متمثلة في باقة متنوعة من المنتجات مثل الالكترونيات والآلات والملابس الجاهزة وقطع الغيار والمركبات بكافة أنواعها.
فيما قال هان بينج “نحرص من خلال معرض كانتون على تعزيز العلاقات التجارية مع جميع دول العالم، وخاصة مع السوق المصري الذي نعتبره من أهم الأسواق التي نتعامل معها. إنّ تعزيز العلاقات التجارية يتطلب ضرورة خلق أدوات جديدة، وعروض ترويجية متميزة ومبادرات مبتكرة، بالإضافة لدعم التعاون مع جمعيات رجال الأعمال في مصر ومختلف دول العالم، من أجل الوصول إلى الشركات التي تُقدّر أهمية المعرض”.
ومن المتوقع أن يحظى معرض كانتون في دورته 117 بمزيد من الاهتمام باعتباره منصة تجارية متكاملة لدعم التعاون التجاري بين الصين وباقي دول العالم. الجدير بالذكر أن مدة المعرض وحجمه وعدد مراحله وأقسامه خلال الدورة الحالية تماثل الدورة 116 التي أقيمت خلال 2014.
وقد انطلق معرض كانتون عام 1957 بمدينة كانتون الصينية، حيث نجح المعرض لأكثر من 50 عاماً في تقديم مجموعة كبيرة ومتكاملة من المعروضات ليحقق أفضل النتائج على مستوى كل المعارض التجارية الصينية، حيث يستضيف المعرض أكبر عدد من التجار الزائرين من معظم دول العالم.
وشهدت الدورة 116 من المعرض، والتي انتهت في 4 نوفمبر 2014، حضور 186.104 تاجر من 211 دولة ومنطقة. ويدل هذا العدد على القيمة التجارية الكبيرة لمعرض كانتون ومساهمته الفريدة في دعم التجارة العالمية.
يركز المعرض على تلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات الصينية، حيث يضم المعرض أكثر من 150 ألف فئة من المنتجات عالية الجودة والمصنوعة في الصين وبعض البلاد الأخرى أيضًا. تتضمن المعروضات باقة من أشهر العلامات التجارية، بالإضافة للتصميمات التقليدية والمنتجات المبتكرة من كافة القطاعات، حيث تتضافر كل العوامل لجعل معرض كانتون أكثر شمولاً وتخصصاً.
أما الجناح الدولي فهو من أبرز ما يُميز معرض كانتون، حيث يهدف إلى تحقيق نمو متوازن بين الصادرات والواردات الصينية، وتم افتتاحه خلال الدورة 101 للمعرض. وخلال الدورة الماضية، ضم الجناح الدولي 951 وحدة عرض و551 مؤسسة وشركة من 45 دولة ومنطقه حول العالم قاموا بعرض منتجاتهم المتنوعة. ومن المتوقع أن يستضيف الجناح الدولي خلال الدورة الحالية 950 وحدة عرض على مساحة 20 ألف متر مربع.
لقد تمكن معرض كانتون خلال السنوات الماضية من تحقيق سمعة عالمية كبيرة، نظراً لما يتمتع به من رقابة صارمة لجودة المنتجات المعروضة، وتسوية النزاعات التجارية المرتبطة بالصفقات التي تتم من خلاله، هذا إلى جانب وضع أفضل تصنيف للمعروضات وإطلاق اقساما جديدة تتضمن منتجات الطاقة ومنتجات للحيوانات الأليفة.
يُعد معرض كانتون واحداً من أكبر المعارض التجارية وأكثرها تخصصًا على مستوى العالم، حيث يشارك به حوالي 24 ألف شركة كبرى من دول العالم في دورتيه السنويتين خلال فصلي الربيع والخريف.
وتتضمن كل دورة من الدورتين السنويتين ثلاث مراحل، حيث تقام المرحلة الأولى للدورة 117 في الفترة من 15 إلى 19 إبريل وتتضمن الالكترونيات والأجهزة المنزلية ومعدات الإضاءة والمركبات وقطع الغيار والآلات والعدد والأدوات ومواد البناء والكيماويات وحلول الطاقة المتطورة.
أما المرحلة الثانية فتقام في الفترة من 23 إلى 27 أبريل وتتضمن الديكورات المنزلية والهدايا ومنتجات المستهلكين، بينما تقام المرحلة الثالثة في الفترة من 1 حتى 5 مايو وتتضمن المنسوجات والمواد الغذائية والأدوات المكتبية والمنتجات الطبية والأحذية.