الأربعاء, مايو 8, 2024

اخر الاخبار

تعليماستاذ بالجامعة الأمريكية يناقش تطويره لجهاز آلى لتشخيص التهاب الكبد الوبائى

استاذ بالجامعة الأمريكية يناقش تطويره لجهاز آلى لتشخيص التهاب الكبد الوبائى

في أول لقاء من سلسلة “موعد مع خبير” التي أطلقتها الجامعة الأمريكية بحرمها بالقاهرة الجديدة، ناقش الدكتور حسن عزازي، أستاذ الكيمياء بالجامعة، تطوير أول جهاز آلي لتشخيص التهاب الكبد الوبائي C.
وقد حصل الدكتور عزازي عنه على المركز الأول بمسابقة قسم الصناعة للجائزة العربية للابتكار وريادة الأعمال، التي نظمتها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.. قدم الجائزة وزير التجارة لدولة الإمارات في مؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين العرب الـ17 في أبو ظبي.
وتلقى عزازي الجائزة تقديرا لإلتزامه بالعمل المسئول وبناء شركة مربحة في مناخ اقتصادي صعب.. يقول عزازي “تعد هذه الجائزة إنجازا كبيرا للشركات المصرية وللجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما إن استمرارنا لمدة عامين يعد ايضا إنجازا كبيرا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر مع نظام بيئي ضعيف بالنسبة لريادة الأعمال”.
ومن خلال “كيميا”، وهي أول شركة صناعية تكنولوجية من الجامعة تأسست عام 2013، قام عزازي بتطوير أول جهاز آلي لتشخيص مرض التهاب الكبد الوبائي سي، والذي يعد معدل الإصابة به الأعلى في مصر على مستوى العالم، حيث يقدر بنحو 15 إلى 20% من سكان مصر.
وتم تمويل هذا الجهاز من خلال منحة من أكاديمية أبحاث العلوم والتكنولوجيا عبر عرض مشترك من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وشركة كيميا.. يقول عزازي “بدون هذه المنحة، لم نكن لنتمكن من تطوير هذا الجهاز”.
وسلط عزازي الضوء على أهمية التشخيص قليل التكلفة والذي يمكن الاعتماد عليه في نفس الوقت “إن الاختبار الحالي لالتهاب الكبد الوبائي معقد ومكلف، وكثير من الناس لا يرغبون في إجراء الجولة الثانية من التحاليل، لذا فإن الحصول على وسيلة تحليل بأسعار بسيطة ومتنقلة سيضمن الوصول إلى نسبة أكبر من السكان”.
وأوضح أن هذا الجهاز يقوم بجميع الوظائف التي قد يحتاجها أي مختبر لتحليل دم المريض.. يتم التحكم في الجهاز عن طريق الكمبيوتر، لذلك ليس هناك حاجة لتعامل العنصر البشري مع المواد شديدة العدوى، وفي نهاية هذه العملية، يمكن للآلة أن تقوم بالتعقيم الذاتي.
وتم اختيار 30 شركة من 120 لحضور المؤتمر في أبو ظبي.. أوضح عزازي أن المسابقات في الماضي كانت تشمل الشركات الناشئة التي كانت لا تزال في مرحلة الفكرة الأولية ولكن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا سعت هذا العام إلى التركيز على الشركات التي تم تأسيسها والتي من شأنها أن تكون مرتبطة بالمستثمرين في دولة الإمارات ودول عربية أخرى لمساعدتهم على الانتقال إلى المستوى التالي. شملت المعايير هذا العام اختيار الشركات المتكاملة والتي تملك فكرة مبتكرة ومنتجات تؤثر إيجابيا على المجتمع.
وتابع “نقوم باستخدام التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو في شركة كيميا لمعالجة مشكلة طبية باستخدام جهاز آلي، وهو ما لم يقم به أي من المشتركين بالمسابقة، كما تميزنا في الجانب الابتكاري من خلال استخدام جزيئات الذهب للكشف عن الفيروس”.
وقال إن حل التشخيص المبتكر الذي تقدمه شركة كيميا يتكون من شقين “أولا، هناك التشكيل الكيميائي، الذي يحتوي على تسلسل قصير للحمض النووي، وجزيئات الذهب وغيرها من العوامل التي تستطيع الكشف عن وجود الفيروس في دم المريض، إلى جانب العنصر الآلي وهو الجهاز الذي يتمكن من استخراج الحمض النووي الريبوزي لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي من الدم. لذلك نضع عينة دم المريض في هذا الجهاز، وعلى الطرف الآخر، نحصل على جينوم الفيروس ثم نضيف الحل الكيميائي للحصول على النتيجة النهائية”.
كما أشار عزازي أيضا إلى أن التكنولوجيا المبتكرة التي تستخدمها شركة كيميا مصممة خصيصا لسد احتياج أكبر في المجتمع.. يقول “إن تطبيقات الجهاز لديها القدرة على إحداث تأثير في جميع أنحاء العالم في الكشف عن الأمراض المعدية، والتي هي أكثر أنواع الأمراض خطورة وتشكل خطرا على البشرية ككل”.
جدير بالذكر أن شركة كيميا هي أول شركة في مصر تنبثق من جامعة وهي الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. فمن المعتاد في الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم المؤسسات البحثية الكبرى باحتضان الشركات الناشئة وهو الفكر الذي تبنته الجامعة بالقاهرة.
وأكد عزازي أن نموذج الشركة الناشئة من الجامعة يبدأ بالتكنولوجيا والابتكار وبراءات الاختراع التي يحصل عليها أعضاء هيئة التدريس باستخدام موارد الجامعة، ثم يتم اعطائها لشركة لتطويرها إلى منتج كامل، فهي شراكة ذات منفعة متبادلة بين أعضاء هيئة التدريس والجامعة، وتعتبر مؤشرا له دلالة لأن الأبحاث الهامة يتم ترجمتها في شكل منتجات تسهم في المجتمع.. وهذا في الواقع هو أحد المعايير الأكثر دقة في تقييم الجامعات.
ونظرا لأن شركة كيميا هي الشركة الأولى التي خرجت من عباءة الجامعة، فلم يكن هناك مبادئ حاكمة، ويذكر عزازي تردد الكثيرين عند سماع الفكرة ولكن الفكرة حصلت على الدعم الكامل من رئيسة الجامعة الأمريكية بالقاهرة السابقة ليسا أندرسون التي قامت بالمخاطرة لأنه لم يكن هناك سابقة لشركات في الجامعة من قبل، حيث كانت تملك فكر ريادة الأعمال عندما آمنت بالشركة.
ويأمل في أن تؤدي الجائزة إلى جذب الاستثمار الإماراتي للشركة ونقلها إلى المرحلة المقبلة “نود الحفاظ على التوسع في أعمال الشركة، والبحث عن منتجات إضافية وربما دمج وفتح فرع ثان، الأمر الذي سيجعلنا أكثر انفتاحا على السوق.. وقد حصلت شركة كيميا مؤخرا ايضا على جائزة أفضل مشروع خلال معرض “القاهرة تبتكر2015” في نوفمبر الماضي وقام بتقديم الجائزة الأكاديمية الوطنية للبحث العلمي والتكنولوجيا.
وشدد عزازي على أن وجود اختبار منخفض التكلفة وفي متناول اليد بالأماكن النائية سيساعد على الوصول إلى السكان الأكثر حاجة لهذا التشخيص، وعندما يتم ذلك سنكون قادرين على إحداث تأثير إيجابي والمساهمة في حل المشاكل في المجتمع.

 

 

حسن عزازي يتسلم الجائزة

اقرأ المزيد