الأحد, مايو 5, 2024

اخر الاخبار

الرئيسية«جوتيريش» يدق ناقوس الخطر بشأن القضايا الشائكة التى تواجه العالم فى 2018

«جوتيريش» يدق ناقوس الخطر بشأن القضايا الشائكة التى تواجه العالم فى 2018

أعرب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه إزاء عدد من القضايا التي تواجه العالم في عام 2018، لا سيما الصراعات التي طال أمدها وانتشار الإرهاب و”معضلة” الشرق الأوسط والكارثة النووية المحتملة في شبه الجزيرة الكورية، فضلا عن تغير المناخ الذي تتسارع وتيرة بشكل أكبر من جهود التصدي له.
وبعد أن استعرض عددا من أهم قضايا أمام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، تحدث جوتيريش إلى الصحفيين بالمقر الدائم، محذرا من تنامي عدم المساواة والمغالاة في القومية، واضمحلال الثقة والتضامن حول العالم.
وقال الأمين العام “في مواجهة تحديات اليوم، يحتاج العالم إلى قيادة جريئة. إننا بحاجة إلى قدر أقل من الكراهية ومزيد من الحوار والتعاون الدولي الأعمق. من خلال اتحادنا في عام 2018، يمكننا أن نجعل من هذا العام عاما محوريا يضع العالم على مسار أفضل”.
وعن جهوده الرامية إلى كفالة المساواة بين الجنسين في الأمم المتحدة، أشار جوتيريش إلى تعيين مستشارة خاصة جديدة معنية بأفريقيا أمس. وبذلك تكون المنظمة الأممية قد حققت تكافؤا كاملا في قيادتها العليا لأول مرة في تاريخها.
وأضاف، أنه سيواصل بذل المزيد من الجهود لتمكين المرأة ودعم التزام الأمم المتحدة الأساسي بالمساواة.
وبسؤاله عن نية الولايات المتحدة قطع حصتها في تمويل وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، لم يخف جوتيريش قلقه الشديد، معربا عن أمله في أن تبقي الولايات المتحدة على حصتها الهامة جدا في تمويل الأونروا في نهاية المطاف، وقال “الأونروا ليست مؤسسة فلسطينية، بل مؤسسة تابعة للأمم المتحدة أنشئت في عام 1948 بقرار أممي، وتقدم خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والأردن وسوريا ولبنان”.
وردا على ما نسب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اجتماع مغلق، عن وصفه لبعض الدول التي يأتي منها المهاجرون بأنها قذرة، أشار الأمين العام إلى أن الرئيس ترامب أنكر هذه الادعاءات. وقال “موقفنا واضح جدا. نحن بحاجة إلى علاقات واحترام متبادل بين جميع الناس في العالم”. “الهجرة بشكل خاص لها جانب إيجابي، ويسهم المهاجرون في رفاه بلدان المنشأ وهم أيضا جزء من عملية التنمية في بلدان المقصد. إن احترام المهاجرين والتنوع، العرقي والديني هو ركيزة أساسية من أركان الأمم المتحدة”.
وفي الشأن السوري، أعرب الأمين العام عن سعادته لما يقوم به مبعوثه الخاص، ستيفان دي ميستورا، مشيدا بقدرته على تحريك العملية إلى الأمام بالرغم من كل ما يواجهه من صعوبات وعقبات. وكرر جوتيريش التأكيد على رؤيته لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى عدم وجود حل عسكري.
وقال “إن الحل الوحيد سيتحقق عبر المفاوضات بين جميع الأطراف، بما فيها مباحثات جنيف واجتماعات الرياض”، معربا عن أمله في أن تسفر مباحثات جنيف هذه المرة عن إجراء حوار بناء بين الحكومة والمعارضة.
وتابع “طلبنا من الحكومة والمعارضة عدم وضع أي شروط مسبقة بشأن المحادثات.. وبطبيعة الحال، فإن مسائل الحكم والانتخابات والدستور مهمة جدا – والأهم من ذلك هو التأكد من بدء حوار هادف بين الحكومة والمعارضة دون شروط مسبقة”.
وأكد الأمين العام، أن عام 2017 شهد تصاعدا في الصراعات المسلحة، وظهور مخاطر جديدة، وزيادة المخاوف بشأن الأسلحة النووية، وسرعة وتيرة التغيرات المناخية، وتنامي المغالاة في القومية والعنصرية وكراهية الأجانب.
في ظل هذه الخلفية، استعرض بعض أهم القضايا خلال العام الجديد، وقال أمام الدول الأعضاء: “بالنسبة لي كل هذه العوامل تعد مؤشرات تؤكد الحاجة إلى مزيد من الشجاعة والاتحاد، لمواجهة أكثر الاحتياجات إلحاحا في الوقت الراهن ولتهدئة مخاوف الناس الذين نخدمهم، ولوضع العالم على المسار السليم باتجاه مستقبل أفضل”.
وأضاف جوتيريش أن الدول الأعضاء هي التي تملك تحديد أولويات عمل الأمم المتحدة، وذكر أنه سيستعرض في خطابه رؤيته لأهم المواضيع والقضايا التي تثير القلق.
العولمة
من القضايا التي ركز عليها الأمين العام في خطابه، تعزيز العولمة العادلة للجميع. وأشار إلى معدلات انعدام المساواة والفقر، والتوزيع غير العادل لمزايا العولمة. وساق مثالا على ذلك بأن الأشخاص الثمانية الأكثر ثراء في العالم لديهم ثروات تضاهي ما يملكه نصف أفقر سكان العالم.. وأكد في هذا السياق على أهمية أجندة التنمية المستدامة، التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها السبعة عشر بحلول عام 2030.
تغير المناخ
وشدد غوتيريش على ضرورة رفع سقف الطموحات في مجال مكافحة تغير المناخ. وأشار غوتيريش إلى أن الأعوام الخمسة الماضية كانت من بين الأعلى حرارة في التاريخ المسجل. وقال الأمين العام إن اتفاق باريس وضع إطار العمل، ولكنه استدرك قائلا إن التعهدات الحالية لن تكفي لتحقيق الأهداف المتفق عليها.. وأكد أهمية “الاقتصاد الأخضر” والاستثمار في المستقبل.
الهجرة
أكد ضرورة الاستفادة من تنقل البشر. وقال إن الاعتماد المرتقب للاتفاق العالمي حول الهجرة المنظمة والمنتظمة والآمنة، يعد واحدا من أهم المهام التي يتعين إنجازها خلال العام الحالي. وجدد القول إن الهجرة ظاهرة إيجابية، حيث تعزز النمو الاقتصادي، وتقلص انعدام المساواة، وتربط بين المجتمعات.
وشدد على أهمية توفير مزيد من فرص الهجرة النظامية، وإتاحة المجال للناس للعمل والحياة بكرامة في بلدانهم الأصلية أيضا. وقال إن تلك هي الوسيلة الوحيدة لمحاربة المهربين والمتاجرين بالبشر وحماية الضحايا.
الثورة الصناعية
يمكن للتقدم التكنولوجي أن يساعد في الاستجابة لأكبر التحديات، ولكن التكنولوجيا قادرة أيضا على زيادة انعدام المساواة كما سيؤثر “الذكاء الصناعي” على أسواق العمل والمجتمعات.
في ظل ذلك أكد الأمين العام التزام الأمم المتحدة بأن تكون منتدى للنقاش والتواصل بين الدول الأعضاء والقطاع الخاص والمجتمع المدني والعلماء، لبحث أفضل الممارسات في تلك المجالات ولضمان استفادة الجميع منها.
إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي
رحب جوتيريش بالقرارات الصارمة التي اتخذها مجلس الأمن ردا على الاختبارات النووية التي أجرتها كوريا الشمالية، وقال إنه أوفد الشهر الماضي وكيله للشئون السياسية إلى كوريا الشمالية لإجراء محادثات مفصلة وتبادل وجهات النظر مع المسئولين هناك للمرة الأولى منذ نحو ثماني سنوات.
وشدد على ضرورة البناء على مؤشرات الأمل الصغيرة تلك وتوسيع الجهود الدبلوماسية، لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، بشكل سلمي في سياق الأمن الإقليمي.
الشرق الأوسط
قال الأمين العام، إن الوضع في الشرق الأوسط أصبح معضلة، في ظل الأزمات المتشابكة وخطر تصاعد الوضع. وشدد على ضرورة الإصرار على العودة إلى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. وأنه “لا توجد خطة بديلة لحل الدولتين. المؤشرات الأخيرة على تراجع الدعم لذلك، يقوض المعتدلين ويعزز المتشددين”.
وبالنسبة للبنان، دعا الأمين العام إلى العمل للحفاظ على سيادته واستقراره وتعزيز مؤسسات الدولة فيه.. وبالنسبة لليمن، قال إنه حان الوقت كي تبدأ الأطراف مفاوضات سلام ذات مغزى.
وبالنسبة لبلدان الخليج، شدد جوتيريش على أهمية استغلال كل الفرص لتعزيز الحوار الإقليمي من أجل تخفيف التوترات وتجنب التصعيد وإتاحة المجال للحلول السياسية.
وفيما يتعلق بسوريا، أكد أن الأمم المتحدة ستواصل عملها على مسار إجراء المفاوضات السورية الحقيقية الجامعة في جنيف من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للصراع.
وفي العراق، ذكر أن الأمم المتحدة ستدعم كل الجهود الهادفة إلى ضمان السلامة الإقليمية والحكم الجامع وتخفيف حدة التوترات الطائفية.
التركيز على محاربة الإرهاب
في هذا الإطار شدد جوتيريش على العلاقة بين الصراعات وانتشار الإرهاب. وقال إن هذه العلاقة واضحة في دول مثل أفغانستان. وقال إن التحرك نحو السلام سيعزز محاربة الإرهاب الذي تعاني منه أفغانستان ويتعدى حدودها.
وشدد على أهمية الاستجابات المنسقة دوليا لهزيمة الإرهاب. وأشار إلى أنه سيعقد قمة في شهر يونيو لرؤساء وكالات محاربة الإرهاب للنهوض بالتعاون متعدد الأبعاد في هذا المجال.
وأكد أيضا أهمية التركيز على الأسباب الجذرية للإرهاب، ومساعدة الضحايا.
ومن القضايا الأخرى التي ركز الأمين العام الضوء عليها في كلمته، تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأفريقي، ودعم عمل بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، ومساعدة المسلمين الروهينجا، والتصدي لخطأ ما يتردد عن العلاقة العكسية بين حقوق الإنسان والسيادة الوطنية.
وأكد غوتيريش الأهمية القصوى لتمكين المرأة في كل تلك المجالات.

اقرأ المزيد