الخميس, مايو 16, 2024

اخر الاخبار

تقاريرإطلاق تقرير الهجرة والمدن الشاملة.. دليل لقادة المدن العربية

إطلاق تقرير الهجرة والمدن الشاملة.. دليل لقادة المدن العربية

تعتبر الهجرة واسعة النطاق وعملية التحضر السريعة وجهين رئيسيين للقرن الـ21 وثيقي الارتباط. حيث ازداد عدد المهاجرين إلى المدن، سواء كان ذلك طواعية بحثًا عن الفرص الاقتصادية أو هربًا من الصراعات السياسية المتصاعدة أو الكوارث الطبيعية غير المسبوقة.
ومع هذا التطور المستمر، يزداد الطلب على السكن الميسور، وفرص العمل والرعاية الصحية عالية الجودة، ومرافق التعليم، والحماية الاجتماعية وغيرها من البني التحتية والخدمات الأساسية في المدن.
وفي هذا السياق، تزايدت مسئوليات قادة المدن لادراج الوافدين الجدد من مختلف الأطياف ضمن النسيج الحضري لمدنهم وتعزيز قدرتهم على الوصول إلى الخدمات والفرص. ولكن، مع ندرة الموارد ومحدودية القدرات، اتسمت استجابة السلطات المحلية بالهشاشة والضعف، مما عرض المهاجرين بالإضافة إلى السكان المحليين إلى الاستبعاد والاقصاء. الهجرة، إذا ما تمت إدارتها بالشكل الملائم من خلال التخطيط الحضري الشامل والحوكمة على المستوى المحلي، يمكن أن تتحول إلى فرصة للمساهمة في الديناميكية الاقتصادية والتنمية المستدامة للمدن المضيفة. وكما تشير “الخطة الحضرية الجديدة”، يجب مد قادة المدن بالقدرات والأدوات المعززة لتصميم وتخطيط وإدارة التنمية الحضرية الشاملة.
وتعتبر المدن العربية من أهم الوجهات في العالم للمهاجرين والنازحين نظرًا للعديد من الأسباب. وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، تستضيف المدن العربية أكثر من 38 مليون من المهاجرين حول العالم (بما في ذلك اللاجئين المسجلين)، و45% من اللاجئين في العالم وحوالي 16% من الأشخاص النازحين داخليًا. وعلى الرغم من أن الزيادة المفاجئة في تدفقات المهاجرين كان لها آثارها المختلفة على البلدان العربية، إلا أن حماية وإدماج هؤلاء الوافدين الجدد واجب على عاتق الحكومة المحلية في المقام الأول.
ويأتي تقرير “الهجرة والمدن الشاملة: دليل لقادة المدن العربية” ضمن سلسلة دليل قادة المدن التي نشرها موئل الأمم المتحدة، كما يتم إصداره ضمن الأوراق المسلسلة التي تصدر عن فريق العمل المعني بالهجرة الدولية في المنطقة العربية، برئاسة كل من المنظمة الدولية للهجرة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (ESCWA) وجامعة الدول العربية (LAS).
وقد تمت صياغة التقرير لإرشاد قادة المدن العربية بشكل عملي ومركز نحو فهم أفضل لأنماط وأسباب الهجرة التي تؤثر على المنطقة العربية، وكيف يمكن لهم المساهمة إيجابيًا في تنمية المناطق الحضرية المختصين بها. يتعرض الدليل إلى الدعائم الرئيسية للحكومات المحلية الشاملة التي تمكنها من التفاعل بفعالية مع المجتمعات المحلية المعنية، آخذًا في الاعتبار تنوع أطر الإدارة القائمة في البلدان العربية على الصعيد المحلي. يوفر الدليل لقادة المدن الأدوات المستندة إلى الأدلة والتجارب الراسخة التي يمكن لهم تطبيقها من أجل كشف الإمكانات الهائلة للهجرة التي سوف يكون لها تأثيرات متبادلة على المجتمعات المحلية المضيفة وعلى المهاجرين؛ وتحفيذ التنمية الحضرية المستدامة لمدنهم.
ومن خلال إدراج النازحين ضمن المجتمعات المحلية المضيفة في سياق المدن، يمكن أن تتحول المدن إلى بوتقة تنصهر فيها مجموعة واسعة من الفئات الاجتماعية والاقتصادية التي ستكون بمثابة المحرك لمزيد من الإنتاجية والخدمات المستدامة.
وفي 12 فبراير 2018، خلال الدورة التاسعة للمنتدى الحضري العالمي (WUF9) المنعقدة في كوالا لامبور، ماليزيا، أطلق المكتب الإقليمي للدول العربية التابع للأمم المتحدة (ROAS) ومكتب مؤسسة فورد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقرير حول الهجرة والمدن الشاملة: دليل لقادة المدن العربية. بعد مقدمة من السيدة كاتيا شايفر، من المكتب الإقليمي لموئل الأمم المتحدة، تناولت تفاصيل عن هذه المبادرة، شدد السيد إنجيانج تشينغ ممثل مؤسسة فورد على الجهود التي تبذلها المدن العربية في التصدي للهجرة مع الأخذ في الاعتبار موجات النزوح المختلفة.
كما أكد علي أهمية التعلم الإقليمي من هذه التجارب لتعزيز التحضر الشامل والآمن والمرن والمستدام. من الضروري إتاحة الخبرات لعدد أكبر من قادة المدن، والممارسين الحضريين، والحكومات الوطنية، والمنظمات الإنسانية والإنمائية.
وتحدثت سها فاروق عن محتوى التقرير والتوصيات ذات الصلة. وبعد مناقشة حية مع الحضور، أكد السيد محمد بوسراوي من منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة (UCLG) على دقة توقيت إصدار هذا التقرير لتحفيز الحكومات المحلية على أن تكون مبتكرة في إيجاد نهج للتعامل مع الهجرة إلى المدن.
وأشار إلى النظام الإيكولوجي للبحر المتوسط وتبادل الخبرات مع المدن المحيطة. في الختام، وبناءً على خبرته الواسعة في معالجة قضية اللاجئين السوريين في السياق المحلي، أيد رئيس بلدية الزرقاء في الأردن، السيد محمد زواهرة، حقيقة أنه مع وجود الدعم المناسب، يمكن لقادة المدينة أن يلعبوا دوراً حاسماً في تهيئة الظروف لمدن عادلة وشاملة حيث يمكن للمهاجرين والمجتمعات المضيفة أن تزدهر.

اقرأ المزيد