تطلق اليوم منظمة الصحة العالمية خارطة طريق جديدة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.
وتهدف هذه الخارطة وتضع تحدي للدول للقضاء على 90% من الأمراض المدارية المهملة بحلول عام 2030.
والأمراض المدارية المهملة هي هي مجموعة متنوعة من 20 مرضًا تؤثر على أكثر من مليار شخص في المجتمعات الأكثر ضعفًا، ولها عواقب صحية واجتماعية واقتصادية مدمرة.
ولقد تحقق في العقد الأخير منذ عام 2010 تقدما ملموسا نحو القضاء على المعاناة التي تسببها الأمراض المدارية المهملة. واليوم انخفض عدد الأشخاص المعرضين للخطر بنحو 500 مليون شخص.
ولضمان عدم ترك أي شخص خلف الركب، تم إطلاق خارطة الطريق الجديدة والتي تطلب العديد من الإجراءات التعاونية المشتركة بين الأطراف المعنيين ووضعت خطة عمل واضحة لتحقيق الهدف المرجو منها . حيث تدعم خريطة الطريق الجديدة العمل عبر القطاعات (مثل الصحة والتعليم والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية) لكي تحافظ على التقدم المحرز حتى الآن وتسرع التقدم نحو رؤيتنا المشتركة لأهداف 2030.
وتوفر خارطة الطريق الجديدة فرصة لإنشاء منصات لتمكن الشباب من المشاركة في المعركة وجعلهم مشارك أساسي لمكافحة هذه الأمراض.
والأبحاث هيعنصر حاسم لمعالجة الثغرات المحددة في خارطة الطريق، بما في ذلك التشخيص، واستراتيجيات العلاج، وطرق الوصول للفئات الصعب الوصول إليها.
وقد أسفرت هذه الجهود عن علاج ثلاثي الأدوية أكثر فعالية لداء الفيلاريات اللمفاوي ، وتطوير دواء جديد لمرض النوم، وصياغة للأطفال لدواء داء البلهارسيا، وبدائل لجراحة قرحة بورولي وبدائل لحقن الداء العليقي.
ويُعد التركيز على الأمراض المدارية المهملة فرصة لمعالجة التفاوتات الصحية بين المجتمعات حيث أن عدم المساواة الصحية تقوض الآفاق الاقتصادية والإنمائية للبلدان على الصعيد العالمي.
وتلعب البرامج الخاصة بالأمراض الدارية المهملة دورا هاما في الوصول إلى أنظمة صحية أقوى وأكثر مرونة عبر بناء القدرات ، وتبادل نظم المعلومات ، والجمع بين التمويل والمشاركة المجتمعية التي ستسهم في نهاية المطاف أو تؤدي إلى التغطية الصحية الشاملة.
ولمصر باع طويل في مكافحة الأمراض المدارية المهملة، فقد حصلت مصر علي اشهاد منظمة الصحة العالمية بخلوها منن داء الفلاريااللمفاوية كمهدد للصحة العامة بالاضافة إلى الجهود المستمرة من أجل القضاء على أمراض الجزام، السعار، التراكوما، البلهارسيا.
وتتعاون منظمة الصحة العالمية بمكتبيها الإقليمي والقطري مع وزارة الصحة المصرية لتقديم الدعم التقني لبناء القدرات وتوفير الأدوية والمعدات اللازمة والتوعية المجتمعية في جميع محافظات مصر. فعلى سبيل المثال لا الحصر، فلقد وفرت المنظمة حوالي 26 مليون قرص برازيكوانتال لمكافحة البلهارسيا في خلال آخر عامبن، و28 مليون قرص ميبيندازول خلال آخر 3 سنوات لمكافحة الديدان المعوية لأطفال المدارس.
وقالت د.نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: “تعتبر مصر دولة رائدة في مكافحة الأمراض المدارية المتوطنة علي مدي عقود وتعمل منظمة الصحة العالمية كشريك لوزارة الصحة في جهودها الفعالة من أجل دعم جهود القضاء علي الامراض المدارية المتوطنة”.
وتابعت “ختاما لا يمكننا تحقيق التغطية الصحية الشاملة إذا لم نقضي على الأمراض المدارية المهملة وهذا ما تسعى له منظمة الصحة العالمية عبر خارطة الطريق الجديدة، ولهذا دعونا ننسق الجهود عبر القطاعات لضمان عدم تخلف أحد عن الركب ولتحقيق مبدأ الصحة للجميع وبالجميع”.
