حذر اليوم الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال قمة قادة الدول والحكومات في مؤتمر الأطراف حول المناخ COP27 من أن البشرية أمام خيار العمل معا أو “الانتحار الجماعي”.
وقال غوتيريش أمام نحو 100 من قادة الدول والحكومات بمد٥ شرم الشيخ: “نحن نسلك الطريق السريع نحو الجهنم المناخي ونواصل الضغط على دواسة السرعة”.
وأضاف أنه “بسبب الحالة الملحة للمناخ، ينبغي ممارسة ضغوط قصوى على الدول لتعزيز مكافحة الاحترار رغم “الأزمة المتعددة الجوانب” والمترابطة التي تستحوذ على اهتمام العالم من حرب في أوكرانيا وأزمتي الطاقة والغذاء والتضخم الجامح والركود الذي يلوح في الأفق”.
وأكد أن الأزمات الأخرى عابرة إلا أن المناخ “مسألة حاسمة في عصرنا هذا” و”من غير المقبول” أن يتراجع النضال من أجل المناخ “إلى المرتبة الثانية” في سلم الأولويات مشددا على أن ذلك يؤدي “إلى تدمير ذاتي”.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مضيف المؤتمر، إن “الكوارث المناخية تتسارع وتيرتها وتزيد حدتها على نحو غير مسبوق يوما بعد يوم فما تلبث أن تنتهي كارثة في مكان ما، حتى تبدأ أخرى في مكان آخر مخلفة وراءها ألاف الضحايا والنازحين والمصابين (..) وكأن العالم أصبح مسرحًا، لعرض مستمر للمعاناة الإنسانية في أقسـى صـورها”.
وتابع “ما تنتظره منا شعوبنا اليوم هو التنفيذ السريع والفعال والعادل.. إلا أن الدول لا تزال متّهمة بالتقصير في ما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار”.
واضاف”وينبغي أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول العام 2030، لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015 طموحا، الذي يقضي بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية”.
واستطرد: لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف، ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تراوح بين 5 و10% ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2,4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي.
وأوضح “غير أنّه مع السياسات المتّبعة راهنًا، يُتوقّع أن يبلغ الاحترار 2,8 درجة مئوية وهو أمر كارثي، على ما تفيد الأمم المتحدة*.
ووضع سايمن ستييل مسؤول المناخ في الأمم المتحدة القادة السياسيين أمام مسؤولياتهم داعيا إياهم إلى التوفيق بين تصريحاتهم العلنية وأفعالهم مؤكدا “المسؤولية بين أيديكم”.
ومن التاثيرات السلبية الرئيسية على مكافحة التغير المناخي تجدد التوتر بين أكبر ملوثين في العالم، الصين والولايات المتحدة.
إلا أن الرئيس الصيني يغيب عن قمة المناخ في حين إن نظيره الأمريكي جو بايدن المنشغل بانتخابات منتصف الولاية، سيمرّ على شرم الشيخ سريعًا في 11 الجاري.
لكن يتوقع أن يلتقي الزعيمان الأٍسبوع المقبل في بالي خلال قمة مجموعة العشرين.ودعا غوتيريش الطرفين إلى تحمل “مسؤوليتهما الخاصة”.