الجمعة, مارس 29, 2024

اخر الاخبار

ثقافة وفنونسارة السهيل: أغلب قصص الأطفال لا ترقى إلى مستوى ذكاء الطفل

سارة السهيل: أغلب قصص الأطفال لا ترقى إلى مستوى ذكاء الطفل

استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته مؤخرا ندوة ثقافية بعنوان “دور المثقف في تنمية الوعي الثقافي لدى الشباب والنشء”.
وقد شارك في الندوة الأديبة سارة السهيل والكاتب والروائي يوسف القعيد والفنان سامح الصريطي، بحضور كوكبة من الإعلاميين والمثقفين من مصر وضيوف المعرض من لبنان وليبيا والأردن وسوريا.
وقالت سارة السهيل انه لشرف عظيم لي ان اكون الى جانب الكبير قلبا وروحا وادبا وعطاء الاستاذ يوسف القعيد استاذي واستاذ الاجيال. 
وتحدثت السهيل عن تجربتها الإبداعية قائلة: بدأت الكتابة للأطفال في عمر الطفولة تقريبا فكانوا يطلقون علي لقب طفلة تكتب للأطفال، حتى مرحلة الجامعة إذ درست في لندن ادارة أعمال  ثم الإعلام في مصر وحصلت على الماجستير في حقوق الإنسان وأيضاً في علم النفس، الشهادة الحقيقة التي اخذتها من تجاربي الشخصية.
وأكدت ان مصر تستعيد ريادتها فمصر لن تشيخ أو تفقد دورها فهي لم تتوقف ودائما كانت في علو وازدياد، إذ لديها مقومات عديدة لهذه الثقافة على عكس دول أخرى تصدرت المشهد ولم يكن لديها هذه المقومات، وأيضا بلاد الشام والعراق المعروفة مثل مصر الضاربة في عمق التاريخ، وربما عند الدول الأخرى مقومات التنظيم والترتيب والمقومات الشائعة.  
وتابعت: بالنسبة لمصر لديها العقل الا وهو المؤسسات الثقافية والعلمية التي تعودنا أن نرتادها نحن ككتاب أطفال لكن في الوقت الحالي نعاني من شكل المنتج والمطبوعة لكتاب الطفل الذي بات مكلفا جدا وهذه التكلفة تجعل دور النشر تحجم عن الطباعة بسبب التكلفة، وما لم يكن هناك مؤسسات حكومية تدعم أو مؤسسات خاصة أو الكاتب ذاته لن يوجد كتبا للأطفال، لأن الألوان والشكل والقطع والحجم أمور هامة حتى تضاهي ما ينتج لدى الغرب من قصص زاهية ومثيرة للعين.
ةأردفت: ثانيا المحتوى، فالكارثة التي أشاهدها في قصص الأطفال منذ طفولتي وفي تجربتي الأولى، وأخجل ان أقول هذا بعد 53 مؤلفا للأطفال ومناهج تعليمية إضافة لإصدارات كثيرة، لكني أجد الجرأة أن أقول أن ما نجده في السوق من قصص الأطفال لا يرتقي لأدب الطفل فأغلبه تعليمي، أنا لدي كتب تعليمية للأطفال في مرحلة كي جي 1 و كي جي 2 لكني لا أصنفها كقصص للأطفال في خانة الأدب إذ تفتقد بعض القصص الموجودة في المكتبات الى الحبكة والموضوع والرسالة. هذه كتب تعليمية أكثر من القصص التي تعودنا عليها ونحن صغار مثل قصص علاء الدين وسندباد وشهرزاد وغيرها وقصص سندريلا وليلى والذئب.
واضافت السهيل أن من القصص العالمية الموجود أيضا ما لا يرتقي الى مستوى ذكاء الطفل، والطفل العربي يولد بذكائه الخارق وخاصة الطفل المصري في مرحلة الطفولة لكن المدرسة والأسرة بأسلوبها الركيك ومعلومات مهمشه تصل لأدنى مستوى للطفل، مثلا عندما عملت كتب مناهج تعليمية للأطفال عملت كتاب عن العلوم لمرحلة رياض الأطفال، دار النشر والمدارس اعترضت، لأنني وضعت من ضمن المناهج علوما، بحجة انه ليس من المفروض أن يتعلم الأطفال في هذه المرحلة مادة العلوم رغم بساطة المعلومات المنضبطة والمتناسبة مع سن وعمر وقدرة استيعابه للمعلومة وبشكل جاذب وأنا لم أرد عليهم لأننا يجب أن لا ننساق وراء أصحاب دور نشر أصحابها ليسوا كتابا لأنهم يتعاملون مع هذا الموضوع على أسس تجارية، ويكفي أنني عندما أذهب للأطفال في المدارس لأروي قصصي أجدهم أكثر استيعابا ويعطوني أفكارا أكثر مما أعرضها عليهم بقصصي، وهذه كانت مشكلة ثانية.
ولفتت إلى أن المشكلة الثالثة هي وسائل التواصل الاجتماعي التي تسحب الأطفال من الكتاب والقراءة، وهذه لا يعاني منها كاتب الأطفال فقط وانما الأدباء عامة، وهذا ما نراه في الألعاب الالكترونية على “النت” والتي قد تؤدي الى الهوس النفسي والانتحار والقتل بخلاف مواقع الكترونية على مواقع التواصل تسحب الطفل وتشده حتى يصبح طعما لتجارة البشر وعمالة الأطفال، أو استخدامهم لأغراض تجارية أو دعائية وهذا شيء محرم وممنوع بكل المقاييس، اضافة الى أن بعضا منهم يعاني من مشاكل في بعض البلدان، إذ يتم سحب الأطفال الى الجهاد والقتال وعمالة الأطفال، وللأسف لا يوجد رقابة من الدولة على هذه المواقع.
وشددت السهيل على خطورة وجود الهاتف المحمول بيد الطفل لساعات طويلة، فالمفروض أن أي جهاز الكتروني لا يتواجد بيد الطفل أكثر من ساعة أو ساعة ونص حتى لا ينتشر لديهم التوحد، اضافة إلى ضرورة الرقابة على ما يشاهده الطفل لحمايته أخلاقيا ودينيا وثقافيا، ولكن المعلومات التافهة التي يتعرض لها الأطفال طوال الوقت من بعض المواقع التي بها فيديوهات تافهة تملئ المخزون الذهني لدى الطفل بمعلومات فارغة وهذه المعلومات تمسح المعلومات المهمة الأخرى لدى عقلية الطفل فالمعلومات الجديدة تذهب معها معلومات قديمة مفيدة وتضع مكانها معلومات غير مفيدة.
ومن جانبه قال الفنان سامح الصريطي: كلما وجد زحام داخل معرض للكتاب يجعلني سعيدا بهذا الإقبال الكبير حتى لو لم توجد قدرة شرائية للظروف التي نمر بها، فعلى الأقل تتعرف على المعروضات وتعيش هذا الجو الثقافي، ووسط هذا المهرجان نجد صفوة المجتمع قادمة تتحاور فأمامي قامات ثقافية واعلامية.
وأوضح أن مفهوم الثقافة يختلط مع المعلومات، فالثقافة لم تكن مجرد مأوضح علومات لكن الثقافة نمط حياة وحركة مجموعة من القيم والتقاليد والعادات، في اي مجتمع يتمتع بثقافة يكون بمدي تأثيرها وتأثرها بالغير لتتحول الثقافة الى حضارة، الثقافة تسبق الحضارة، وحضارة مصر القديمة تسبقها مجموعة من الثقافات، وعلى ارض مصر يوجد نمط حياة، فالإنسان المصري انصهرت بداخله مجموعة من الثقافات، فهناك الحضارة الفرعونية والإغريقية والرومانية.
واضاف الصريطي: أن الثقافة سلوكيات على مستوى المجتمع ولضرب مجتمع ما لا بد من ضرب ثقافته، فمثلا الأسرة المصرية كانت تلتقي 3 مرات على الإفطار والغداء والعشاء على مائدة واحدة، وهذه تشكل ثقافة الأبناء فيشاهدون كيف يتعامل الأب والأم مع بعضهما، وهناك ثقافة التعامل مع الجار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مازال جبريل يوصي بالجار حتى ظننت انه سيورثه”، وهى حقوق الجار. ويوجد ايضا ثقافة “بنت الحتة” التي تجعلها تحرم عليك تحريم الأخت فعليك أن تحميها وتقف امامها دون ان تتعرض لها بكلمة.  وثقافة الأسرة وثقافة والجار وثقافة بنت الحتة كانت حائط سد من الصعب اختراقه ولكن الغزو الثقافي ضرب هذا الحائط ليس بمدافع بل بحروب الجيل الرابع عن طريق السوشيال ميديا بنشر الشائعات والأكاذيب وتحويل المجتمع لكيانات منعزلة.
وتابع: من وجهة نظري لو أردنا البناء الصحيح فإنه لابد من بناء  ثلاثة اشياء وهى: العقل والجسد والوجدان، نغذي العقل بالعلم والمنطق والحجة، والجسد نغذيه بالعمل اليدوي،  والوجدان (النفس) تغذيه بالفن الذي يرقي الوجدان فيرتقي بالقلب قبل الهوي الشخصي، وتخاطبه بلغته وهي الفن، ولكي تصبح النفس المطمئنة لابد ان تكون ارتقت بها على العقل. 
فيما قال الكاتب والروائي يوسف القعيد انه يشارك في المعرض منذ بداياته في الأوبرا المصرية من سنوات طويلة، مؤكد أن الفنان له تأثير ووجود أكثر من الكاتب، خاصة ان الكاتب تواجهه عقبات اولها الأمية التي تصل بنسبة عالية في مصر، ولا اعلم نسبتها في الوطن العربي.
وأشار إلى عدم الاهتمام بالثقافة، بشكل عام، فالكتب التي تطبع يصل عددها الي 5000 نسخة  حاليا تطبع 500 نسخة وربما اقل وهذا رقم مؤسف جدا لا يتناسب مع عددنا.
واعتبر القعيد أن المعرض هذا العام من انجح المعارض وقال: هذه زيارتي الرابعة له واندهشت من اقبال المصريين والأشقاء العرب من اجل الحضور والقراءة وهذا يعطيني انطباعا عن دور مصر الريادي للثقافة وما كانت عليه في ستينات وسبعينات القرن الماضي، إنه حلم تجدد من الإقبال على المعرض وشراء الكتب، رغم ارتفاع اسعارها إذ يوجد كتب اسعارها مفزعة لكن هناك رغبة في اقتنائها. 
وقال: نجد عند تجهيز العرائس يتم تحضير كل شيء لبيت الزوجية لكن لا يوجد به ركن مكتوب عليه مكتبة، حتى وان كانت تخلو من الكتب لكنها تعطى املا في المستقبل لتواجدها.
وأعرب عن سعادته بوجوده بالندوة والمعرض وبما سمعه ولأنه كاتب قصة ومقالات في الصحف اليومية فإنه يرى أن القراءة تراجعت كثيرا، وانه ابن ستينات القرن الماضي وخاض تجرية ثقافية في مصر تجربة رائدة: “عندما أتكلم عنها فنحن نبكي على اطلال الماضي من درجة تقدمها والاهتمام بها”، لكن المعرض هذا العام برأيه اثبت انه يمكن استعادة ذكريات الماضي وان يكون للثقافة دور اساسي. 
ولم يخف القعيد فزعه مما يرى من طباعة مئات النسخ من الكتب فقط في بلد تجاوز الـ 100 مليون نسمة، وهذه النسبة والتناسب شيء مفزع علي عكس ستينات القرن الماضي.
ومن جانبهم شارك عدد من كبار الحضور بمداخلات أثرت الندوة ومن بين الحضور من لبنان الناشر والكاتب اللبناني نبيل مروة و من ليبيا المخرج الفنان فرج بو فاخرة و من الاردن سامي كريشان ومن سوريا خولة محمد والشاعر مهدي مصطفى مدير تحرير الاهرام العربي و الإعلامي عاصم بكري والفنان الدكتور فتحي عبدالسلام وسيد حامد نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية والكاتبة الصحفية سحر الجمل  والاعلامي شريف نادر.
وحشد غفير من الصحفيين والكتاب والادباء والمصورين وعشاق الادب والثقافة ورئيس تحرير دار الهلال خالد ناجح وحضر الندوة جمال عياد من وزارة التخطيط المصرية.
وبدأ الحوار مع رئيس تحرير جريدة مصر العربية ورئيس حزب الأمة خالد العطفي قائلا: نحن لن نترك هذا الجيل أبدا أن يكون ضحية لما يجري على شبكات التواصل الاجتماعي، وأرى أن المرحلة التي عشناها وتربينا عليها بما يسمى التنظيم الطليعي بما يسمى طلائع الاتحاد الاشتراكي ومعسكرات الشباب كانت لحظات ثقافية كبيرة جدا، بعدها حدث انحسار كبير وكان عندنا الأحزاب السياسية التي انحسر حولها هذا الدور الثقافي، وكتب كامل الكيلاني قصصا للأطفال أشبه بما قدمته سارة السهيل في قصص أدم يمكن أن تقرأه في ساعة أو نصف ساعة وتستمتع بها في أسلوب تشويقي، ولا يمكن أن يتصور أحد أن قصص كيلاني وصلت الى ألف قصة ووصلت كتبه الى 250 كتابا لهذا الجيل الذي نمى وجدانه على هذه الاصدارات، وأعتقد أنه يوجد أجيال حرمت من هذه الثقافة.
وتابع: فنحن تربينا على الثقافة الورقية ولكن الموجود الآن هي الثقافة الرقمية بما فيها الفيس بوك والنت بكل وسائله وادواته، وأنا حزين وأنا اتابع الثقافة القوقازية في الشرق الأدنى وأجدهم في تلك البلاد يحيون اللغة العربية وعندي كتب عن البلقان وما فيها من ثقافة فنحن اهتماماتنا الثقافية يجب أن تتوسع.
وقال أحمد الجمل أستاذ كيمياء: ان المشكلة عندنا في مصر بدأت بالانفتاح في سبعينيات القرن الماضي وبدأت مع احترامي للفن والفنانين مع أحمد عدوية بانحدار شديد جدا وبعدها نجد الآباء يتركون زوجاتهم وأبنائهم للسفر خارج البلاد ويتركون التعليم وهذه عوامل كثيرة تؤدي الى الانحدار الثقافي.
فيما قالت فاطمة شعراوي مدير تحرير الأهرام:  في البداية أشكر وجودي وسط هذه القامات وكل ما قال يوسف القعيد الذي تربينا على أعماله، وسارة السهيل أنا سعيدة بها وبكتاباتها  وانك دؤوبة، وفي رأيي أنك تستحقين مكانه أكثر مما أنت عليه الأن لأنك بدأت في وقت مبكر وتوسعت في مجالك للكتابة للأطفال.
ومن سوريا قالت الكاتبة خولة علي محمد: في البداية نجد القرآن الكريم أول سورة نزلت به هي سورة القلم (اقرأ)، إذ أمر الله تعالى بالقراءة وذلك يبين أهمية الكلمة في حياتنا وفي الانجيل المقدس وردت كلمة في البدء كانت الكلمة ونحن نعرف في بداية الحضارات أنها بدأت باكتشاف الكتابة ومن هنا نجد أهمية كبيرة للكتابة، ويعنيني كثيرا شأن الطفل بالوطن العربي.
وأوضحت: ونحن نعاني من المنتج الذي يخرج للطفل سواء في المحتوى أو الشكل وللأسف الشكل لا يرقى للطفل فالطفل ذكي جدا ونحن نستخف به وبعقله، ولكني أرى أن الطفل أذكى بكثير مما نتخيل وعلينا أن نركز على المحتوى والناحية التربوية والتعليمية بالقصة ونقدم للطفل الأدب الذي يغذي الروح نمتعه بالكتابة وبالحكاية مثل حكايات شهرزاد والسلطان وعلاء الدين والمصباح السحري، فالجمل تنقل الطفل الى عوالم أخرى فصحيح أن الأطفال تتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والسبب في ذلك أننا لا نقدم شيئا للطفل كي يجذبه.
**  ةعلقت الأديبة سارة السهيل قائلة: كثيرا من الأفلام والروايات غيرت قوانين مثل فيلم أريد حلا وعفوا أيها القانون وأيضا مسلسل الفنانة نيللي كريم يتكلم عن حقوق المرأة وحضانة الطفل والنفقة وغيرها ويوجد كثير من المسلسلات عبرت عن قضايا المجتمع وغيرت قوانينه.
وقال الدكتور سامي كريشان مستشار اتحاد مجالس البيت العلمي: أن المشكلة لدينا هي الأمية ورصد الوضع الخفي والوضع في الوطن العربي ككل ويجب خلق ترابط بين جيلنا والجيل الحالي والأجيال السابقة حتى نسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي وهذا من خلال كتابات الكتاب مثل سارة ويوسف القعيد ونقاد الفن وقد تكون هذه مبادرة للربط بين ثقافة الأجيال السابقة والحالية وثقافات الحاضر.
وقال عاصم بكري رئيس البرامج الثقافية بالتلفزيون المصري:  المعنى الأساسي للثقافة هو التهذيب وأتعرف على معاني الكلمات من المنطلق اللغوي فمعنى كلمة تثقيف في المعاجم اللغوية تهذيب الأظافر وفي الانجليزية جاءت الكلمة الانجليزية بمعنى زراعة كأننا نزرع في الأطفال هذه الثقافة حتى تصبح دليلا لهم في هذه الحياة، وأنا شخصيا لي رسالة ماجستير عن السينما التاريخية في التعبير عن تاريخ المنطقة العربية وكنت منحازا ضد تجربة القطاع العام بداية كباحث ومع ذلك جاءتني التجربة الرقمية تؤكد أن تجربة القطاع العام كانت هي التجربة الناجحة في اثراء السينما التاريخية بمعنى أن الدولة لابد أن تكون مسؤولة فحوارنا غائب ان لم تكن الدولة حاضرة.
وتابع، وعلينا أن نفهم أن المثقفين لا يستضافوا على الشاشات لأنهم غيبوا عن عمد فالحياة لن تخلوا من المثقفين، ففي كتاب وصف مصر من أهم ركائز الشعب المصري في التوحد بدرجة أنهم رصدوا البنايات المصرية فوجدوها تغادر العديد من الأماكن وتستقر في الأماكن الضيقة لكي تكون بجوار بعضها البعض فكأن المصريين ألفوا هذه الوحدة الجغرافية ومع ذلك أنشأنا طريقة معمارية تخالف تماما ما استقر عليه الوجدان المصري، أخيرا ينبغي أن نفهم أن مشكلة المثقف لا يستطيع أبدا أن يحلها بمفرده وكما أقول أن القضية قضية الدولة فهي لا تريد نجدة المثقفين.
وقال الكاتب الصحفي إلهامي المليجي: في الحقيقة استوقفني عنوان الندوة وأرى أن النشء تؤثر فيه ثقافات أخرى أولها الأسرة، المدرسة، وبعد ذلك وسائل الإعلام فنحن كجيل كان يؤثر فينا منظمات الشباب وكانت تسمى منظمة الطلائع والآن حل محلها وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أصبح ما ينمي عقل الأطفال ووعيهم هي الفيديوهات وما الى ذلك، وهنا الخلل الحقيقي، وأنا أرى أن هذا متعمد وهو ليس صدفة بأن الأجيال التي تبني مستقبل هذا الوطن بني وعيها على الفيديوهات التي تدعوا الى الانتحار والقتل كما أشارت سارة وتسبب خللا في الذهن وهنا الخطر الحقيقي على الوطن والأمة والمنطقة.
أما الدكتور سيد حامد نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية فقال: نحن للأسف نعلم أبناءنا اللغات الانجليزية والفرنسية وننسى لغتنا العربية رغم أنها ستبقى لأنها لغة القرآن الكريم فنجد أن العناوين العربية استبدلت بالعناوين الاجنبية فمثلا كلمة مدرسة استبدلت بكلمة (سكول).
ومن ليبيا قال فرج بو فاخره مخرج مسرحي وتلفزيوني: أنا سعيد بهذه الندوة فهي تتكلم عن الطفل أي أنها حديث عن المستقبل وأحيي سارة المهمومة بالطفل مشروع المستقبل فأنا أتابعها منذ سنوات وهي صاحبة نفس طويل لكن عندي تعليق على كلام الأستاذ يوسف القعيد أنه يوجد تراجع عن المقروء فالصورة زاحفة بشكل غير عادي وهنا الخطورة فأتمنى أن يكون الاهتمام بالأفلام وأن تتواجد حركة سنيمائية للطفل من أفلام وأعمال تلفزيونية تخص الطفل تواكب العصر وأتمنى أن يكون هناك انتاج من الدولة واهتمام بالمردود الثقافي.
وقالت الكاتبة الصحفية منى نشأت: ان الثقافة والوعي لدى الاطفال يجب ان يبدأ بمعرفة الفتاة قيمة جسدها والحفاظ عليه من التعرض لأي اذى، وعندما تعرف البنت قيمة الحفاظ على قدسية جسدها ستكون في امان، و قد عبرت بعض المقاطع الفنية قديما بشكل بسيط جدا توعية للبنات عن طريق “افيه” مثل احد المشاهد التي يقول لها اعطيني قبله فأجابته “هو انا هبلة”.
وفي ختام الندوة قال الفنان سامح الصريطي: الجلسة جلسة عربية فنحن نختم مع مطرب موسيقي يمني وهو “علي عليوة”.
اقرأ المزيد