بقلم: د.شيماء البهي أستاذ مساعد الأدوية والسموم بكلية الصيدلة
يعاني الكثير من الناس وخصوصا الطلبة أثناء فترة الدراسة من قلة التركيز والسرحان والتأخر في المذاكرة والتحصيل، وحدوث التوتر وأحيانا الاكتئاب، دون معرفة أسباب واضحة لذلك، ومما يجهله الكثيرون أن لذلك علاقة بصحة الجهاز الهضمي.
وكشف موقع “dailyhealthpost”عن دراسة توضح تأثير بكتيريا المعدة النافعة على وظائف الدماغ، حيث إن البكتيريا النافعة تعيش داخل الجهاز الهضمي منذ الولادة، ويوجد منها أكثر من 500 فصيلة ويطلق عليها البروبيوتك، ولها فوائد عديدة لصحة الانسان منها خفض مستوى الكوليسترول في الدم، تنشيط جهاز المناعة، وايضا تكوين فيتامين ب & ك، وتحسين العملية الهضمية. ، كما تفرز هذه البكتيريا مادة تشبه في عملها المضادات الحيوية لتحارب بها البكتريا الضارة.
كيف يتم التواصل بين المعدة والمخ؟
يتم التواصل بين البكتيريا المعوية وخلايا المخ عن طريق العصب الحائر “vagus nerve”، العصب الحائر
و تؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية واختلالها قد يؤدي لأمراض نفسية مثل الاكتئاب.
هناك مقولة تقول “انك انت ما تاكله” او “We are what we eat “
هل ما ناكل يؤثر على حالاتنا المزاجية؟ وما علاقة الاكل بمرض الاكتئاب؟
أشارت العديد من الأبحاث العلمية إلى وجود صلة بين النظام الغذائي وصحتنا العقلية. يبدو أن مايكروبيوم الأمعاء (Gut microbiome) – الجينوم الجماعي لتريليونات البكتيريا التي تعيش في الامعاء يؤثر على الحالة المزاجية ، اختلالز تلك المنظومة قد يؤدي الى مرض الاكتئاب. فهناك علاقة وثيقة بين ما ناكل وما نشعر به حتى ونحن تحت ضغط عصبي, فبعض الاشخاص تتجه لبعض الاطعمة (comfort food) لتقليل الشعور بالقلق والتوتر.
كيف يتكون مايكروبيوم الامعاء؟
يتم الي حد كبير تكوين هذة البكتريا من خلال ما نأكله ونشربه.
ماذا يحدث لو لم يستهلك الفرد ما يكفي من الألياف؟
قد يعاني الفرد من انخفاض في البكتيريا المنتجة لمادة البيوتيريت butyrate-producing bacteria ، مما يؤدي إلى التوتر والالتهاب، وربما أعراض الاكتئاب.فكيف تتحدث البكتيريا إلى الدماغ؟ على سبيل المثال، ينتج الكثير منها أحماض دهنية (short chain fatty acids)مثل البيوتيريت والأسيتات، والتي تؤثر على نشاط الدماغ. وينتج آخرون مادة كيميائية تسمى GABA، والتي يرتبط نقصها بالاكتئاب.
نصائح للحفاظ على بكتريا الامعاء المايكروبيوم:
• تناول الأطعمة المخمرة
• النوم الجيد والابتعاد عن التوتر الذي من شانة ان يؤثر على جهاز المناعة
• تناول المكملات الغذائية مثل البريبايوتكس و بروبيوتكس (prebiotics and probiotics) وخاصا في الحالات التالية: بعد تناول المضادات الحيوية، أو أثناء فترات التوتر العالية، أو السفر أو تغيير نظامك الغذائي، يمكن أن تساعد المستويات الأعلى من البريبايوتكس و/أو البروبيوتيك في التعافي وتجديد ميكروبيوم الأمعاء. ومع ذلك، فقد تم ربط الإفراط في تناول البروبيوتيك بحدوث ضباب الدماغ (brain fog)؛ لذلك، إذا حدثت هذه الأعراض، يجب تقليل كمية هذة المكملات الغذائية.
• البعد عن الاغذية المصنعة والتي تحتوي على مواد حافظة
• تقليل السكر الصناعي حيث يمكن ان يضر بهذة البكتريا.
• لا تحاول ان تعقم البيئة من حولك بالافراط في استخدام الكحل او المعقمات لان ذلك يخل بالتوازن البكتيري في البيئة المحيطة.
لهذا نجد ان ، المخ يعمل مثل السيارة باهظة الثمن، حيث تعمل وظائف الدماغ بشكل أفضل عندما تحصل على الوقود الممتاز .