الخميس, مايو 30, 2024

اخر الاخبار

تقاريرإريكسون تبحث مستقبل تمكين قادة الغد

إريكسون تبحث مستقبل تمكين قادة الغد

تشكّل القيادة أحد المقومات الرئيسية للإرث المؤسسي، حيث يجري تناقل الخبرات والتجارب والمعارف ومهارات توجيه فرق العمل نحو تحقيقالأهداف العامة للشركة عبر الأجيال المتتابعة من القادة. وفي ظل التعقيد المتزايد لبيئات الأعمال، وطبيعتها دائمة التغيّر، وتنوّع نماذج الأعمال والتكنولوجيا، هنالك حاجة أكبر لقيادات مبدعة وناضجة في نفس الوقت، وفقا لما أكده بمقاله اليوم جيريش جوهار، نائب الرئيس للموارد البشرية في شركة إريكسون بالشرق الأوسط، والذي قال فيه:
بالمقابل، نشهد مساهمة لعدد متنامي من القادة الشباب في رسم ملامح القطاعات بفضل فهمهم الفطري لعالمنا المعاصر،فتراهم مستعدين لتحدي القوالب النمطية التقليدية، وتسخير خبراتهم وتجاربهم الغنية والمتنوعة، ونماذجهم الأكثر شمولية في العمل، وانفتاحهم وقدرتهم على مواكبة تغيرات العالم الجديد على نحو أكثر سهولة، وذلك لضمان استدامة قيادتهم على المستويين الشخصي والتنظيمي.
ويكفي التمعن في أبرز الأسماء في قطاع المعلومات والاتصالات المعاصر للتأكيد على مدى النجاح الذي يمكن للقادة الشباب الوصول إليه في العالم الرقمي، وفي مقدمتهم شخصيات متميزة مثل مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك، وماريسا ماير الرئيسة والمديرة التنفيذية في شركة ياهو، وجاك دورسي المؤسس والمبتكر المشارك في تويتر، وبين راتاري المؤسس والمدير التنفيذي لموقع (change.com)، والكثير غيرهم ممن لا يقتصر تميزهم على ريادتهم لمبادرات ابتكار التقنيات التي ترسم ملامع عالمنا المعاصر فحسب، إذ يشتركون جميعاً في أمر واحدهام، ألا وهو أنهم جميعاً تحت سن الأربعين من العمر، ناهيك عن أنهم يعدون جميعاً نماذج تحتذى. وهذا هو تحديداً ما يتوجب على الشركات غرسه في نفوس موظفيها الشباب، إذا كانت ترغب بترسيخ دعائم أجيال مستدامة من القادة.
ويضمن إيلاء العناية لتحديد ورعاية المواهب الشابة الواعدة في مراحل مبكرة من مسارها المهني تعزيز مستويات مشاركة واندماج الموظفين، وزيادة معدلات الاحتفاظ بهم ضمن فرق عمل الشركة، فضلاً عن ترسيخ التزامهم بالتطوير المستقبلي للشركة، وهي أمور تسمح لهم بإحراز إمكاناتهم الكاملة منذ بداية عملهم في الشركة. ولا داعي للتنويه أن العالم يسجّل أرقاماً قياسية جديدة في كل شيء تقريباً، بما في ذلك الرياضة والابتكار والأعمال، وهذا يشمل مدة العمل في المنصب، ففي حين نلاحظ انخفاضاً في أعمار القادة، نشهد أيضاً انخفاضاً في فترة عملهم في الشركات. لقد أصبحت معدلات مخاطر العمل أكبر، ولذلك كلما كان تجهيز القادة الشباب أفضل، كلما ازدادت فرص نجاحهم في عالم الأعمال عالي التنافسية.
ونستذكر مقولة بيتر دروكر، الاستشاري المتخصص في مجال الإدارة، التي تختصر أهمية تشكيل نماذج قيادية إيجابي وسياسة مؤسسية تدريبية: “ترتقي القيادة برؤية الأشخاص إلى مستويات أعلى، وترفع معدلات أدائهم، وتوسع حدود مداركهم الشخصيةأبعد من المعتاد”.
ومن هذا المنطلق، يعتبر الإلهام العنصر الرئيسي للقيادة المستدامة، إذأن قادة الشركات يمثلون قدوة تحتذى بالنسبة إلى الموظفين الشباب، الذين لن يسيروا على خطاهم فحسب، وإنما سيعملون على تطوير هذه الخطى وتبنيها وتسخيرها لمصلحة شركاتهم. كما نذكر إشارة المؤلف والاستشاري جون سي ماكسويل إلى الموضوع نفسه عندما قال: “القيادة لا تقوم على الألقاب أو المناصب أو المخططات، بل تقوم على التأثير بالآخرين”.
ولدينا في إريكسون قاعدة موظفين شابة نسبياً، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث لا تتجاوز أعمار 47% من موظفينا 34 عاماً، في حين يتولى موظفون تحت سن الأربعين من العمر أكثر من نصف المناصب الإدارية في شركة إريكسون بالشرق الأوسط، ويعمل 40% من إجمالي القوة العاملة في شركتنا بالمنطقة منذأكثر من ست سنوات.
فضلاً عن ذلك، نتبنى في إريكسون مجموعة من المبادرات والبرامج الخاصة على مستوى الشركة بهدف دعم وتنمية القادة الشباب وتزويدهم بما يحتاجون لتطوير كفاءاتهم وخبراتهم. ومن الأمثلة على هذه المبادرات نذكر المجلس الاستشاري للشباب، الذي يهدف إلى تطوير قادة المستقبل. ويوفر هذا البرنامج لمواهبنا الشابة الواعدة فرصة مشاركة رؤاها وأفكارها مع فرق القيادة العالمية والإقليمية.
كما يُطلب من أعضاء المجلس استنباط أفكار جريئة، وتقديم وجهات نظر مبتكرة، ومساءلة القوالب النمطية الراهنة. وتعتبرالاستشارات جزءاً متكاملاً من البرامج، حيث يحصل كل عضو على دعم مستشار خاص من فريق القيادة العالمي في إريكسون. وتمتد مشاركتهم في البرنامج عموماً على مدى عام كامل، يحصلون خلاله على الإرشاد والتوجيه من كبار القادة، ويعملون على مشاريع تتسم بالتحدي.
ونذكر من أعضاء المجلس الاستشاري للشباب لموسم 2014-2015 عمرو العينين، وهو مدير المبيعات وتطوير الأعمال في وحدة خدمات شركة زين التابعة لشركة إريكسون الشرق الأوسط، ويبلغ من العمر 34 عاماً، وقد شارك كعضو إقليمي في المجلس العام الماضي.
ويقول عمرو “لا تقدر توجيهات الاستشاريين بثمن، فهم قادرون على تقديم إرشادات تلهم الموظفين على تحديد أهدافهم المهنية والبدء باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيقها. فضلاً عن ذلك، يعد فإن الإرشاد طريقة متميزة لتبادل الخبرات”. وقد أعرب عمرو عن استعداده وسعادته بتقديم الاستشارات لزملائه في المستقبل، حيث يرى أن ذلك يفي بمعايير استدامة القيادات التي يركز عليها البرنامج.
وتتمثل إحدى المزايا الهامة الأخرى لمجلس إريكسون الاستشاري للشباب فيتنوّع أفراد الفريق، حيث يضم رجال وسيدات من دول وخلفيات وجنسيات عديدة،الأمر الذي يسمح للفريق بأن يقدم وجهات نظر عالمية بكل معنى الكلمة تعد هامة لإريكسون. ولا شك أن الحصول على منظور عالمي للأمور عامل ضروري للشركات الطامحة للنمو، حيث ساهمت تقنيات الاتصال الموثوقة وسهولة السفر وانخفاض تكاليفه في جعل العالم قرية صغيرة بالفعل، ولا مفر من تعامل بعض إدارات الشركات مع جهات خارجية، سواء كانت موردين أو عملاء أو سواهم. ويضمن الحصول على فريق شاب ذي خلفيات جغرافياً متنوعة بدعم جهود الشركة لتوسيع حضورها في الأسواق العالمية قدر الإمكان.
ومن المبادرات الأخرى التي نتبناها في إريكسون برنامج لتحديد المواهب الواعدة بشكل مبكر كجزء من عملية إدارة الكفاءات لدينا، حيث نعمل على تحديد الأفراد الذين لا تتجاوز أعمارهن الثلاثين عاماً ويتمتعون بمواهب واعدة، ليكونوا جزء من القيادة التنفيذية للشركة على المديين المتوسط والطويل. ويخضع المشاركون في هذ البرنامج العالمي لاختبارات وأنشطة تطوير، كما يطلعون على في مختلف أبعاد عمليات شركتنا ضمن إطار برامج التدريب المؤسسية، والتي تتضمن أيضاً الإرشاد.
وخلاصة القول أنهيجب على الشركات مهما كان حجمها أن تنظر إلى الجيل الجديد من الموظفين على أنه أهم أصولها المؤسسية، حيث ستنتقل مهمة قيادة الشركة إليهم في مرحلة ما مستقبلاً. ولابد لهذه الشركات، لضمان استمرارية الأعمال والنجاح والنمو، أن تبقى على أهبة الاستعداد لتوريث الخبرات القيادية من جهة، وتعديلها وتعزيزها وتطويرها بشكل دائم لتواكب احتياجات لأجيال القادة التالية من جهة أخرى. وبذلك يتواصل نمو الشركة.

اقرأ المزيد