حققت السلع عودةً قوية خلال الأسبوع الماضي مع عودة مؤشر بلومبيرج للسلع بنسبة 2.3% والتي تمثل أفضل نتيجة أسبوعية خلال 18 شهر. وشهدنا الأرباح عبر معظم القطاعات بعيداً عن المعادن الثمينة وبالأخص الماشية الحية.
وبحسب تقرير “ساكسو بنك” الإسبوعي، فقد أثارت المواقف القصيرة المفرطة في اليورو انتعاشاً نصف أسبوعي مد يد العون إلى القطاع ككل. لكن ومع إصدار الولايات المتحدة تقرير عمل قوي آخر، عاد القطاع للهبوط مرة أخرى.
واستمر قطاع الطاقة في جذب معظم الانتباه حيث كان من الممكن أن ترتفع القفزة المقدرة بنسبة 5.2% في حال لم تؤدي إلى استمرار الضعف في الغاز الطبيعي، فيما حافظ خام برنت على مساره الصحيح ليسجل أفضل أداء أسبوعي له منذ أكتوبر 2009 وأفضل أسبوعين متتاليين منذ 17 سنة.
ولم يكن الانتعاش في هذا الأسبوع موازياً لخامي النفط اللذان تراوحا مجتمعين بأكثر من 22 دولار للبرميل ضمن مجال 10 دولار للبرميل. وكنتيجة لهذه التحركات العنيفة، ارتفع التقلب إلى أعلى مستوى له في ست سنوات إلى 63%، وفقا لأولي سلوث هانسن رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك.
وشهدت المعادن الثمينة أسبوعاً هادئاً لغاية تقرير العمل الصادر يوم الجمعة. وإلى ذلك الحين ومع إيجادها للدعم من ضعف الدولار مقابل تناقص مخاطر الواقعة، علقت المعادن الثمينة بين سندان لجنة السوق الفيدرالية المشتركة ومطرقة خطر التسييل الطويل بعد البيع القوي خلال يناير.
وتلقت المعادن الصناعية ضربةً مبدئية بسبب الانكماش الأول لمؤشر المشتريات التصنيعي الصيني لأكثر من عامين لكنها تلقت لاحقاً العزاء من الانقطاع المفاجئ في متطلبات الاحتياطي. تلقى السوق هذا على أنه علامة على أن بنك الصين الشعبي قد يتحرك باتجاه التيسير النقدي الأكثر عدوانية. وكنتيجة لذلك، قطع النحاس أطول سلسلة خسائر أسبوعية له منذ 2008.
وحصل قطاع الحبوب على دفعةٍ من تزايد الطلب على التصدير بعدما وصلت الأسعار إلى معدلات جذبت مصالح متجددة من المشترين الأجانب. ولقي القمح الخاص بتوصيل مارس عند 5 دولار للبوشل من مكان انتعاشها بقوة مع طلب المشترين من اليابان ومصر والمملكة العربية السعودية.
يعاني محصول القمح الشتوي الروسي من ظروفٍ قاسية بحسب التقارير، مما ساعد السوق الفائض على نقل تركيزه.
هذا، ويراهن المستثمرون على رد فعل بعدما شهدنا الأسعار تهبط بنسبة 50% منذ يونيو الماضي استجابة لسلسلة الأخبار الداعمة التي نتج عنها ارتفاع الفائدة في صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة بالطاقة.
ومنذ بداية العام، وضع أكثر من 2.7 مليار دولار قيد العمل في القطاع وكان أكثرها صناديق الاستثمار المتدولة التي تتبع أداء خام غرب تكساس الوسيط مثل USO:arcx وUCO:arxc وOIL:arcx.
وحافظت شركات النفط الأمريكية على انتاج يزيد على 9 ملايين برميل يومياً وتستمر هذه المرونة، وسط الانخفاض الحاد في انتاج منصات النفط الأمريكية، في عرقلة الانتعاش المناسب لهذه المرحلة.
ارتفعت مخزونات النفط الخام في كوشين، وهي محطة توصيل خام غرب تكساس الوسيط، بمعدل 2.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي وتضاعفت منذ أكتوبر.
ومع ارتفاع التوقعات الخاصة بتسبب الإضراب الحالي في المصافي في تباطؤ الطلب على النفط الخام، يمكن أن يزيد هذا المستوى أكثر من ذلك خلال الأسابيع القادمة.
وكنتيجة لذلك، إضافة للقتال الجاري في ليبيا والذي أدى إلى تراجع الصادرات، نمتلك شرحاً حول سبب زيادة الفرق بين خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط مرة أخرى.
ومنذ ما يقارب شهر خلى، ارتفع الفرق فوق 6 دولار للبرميل وقد يستمر إلى حين وصولنا إلى تباطؤ في الانتاج الأمريكي.
وأصدرت شركة النفط السعودية الرسمية، أرامكو السعودية، أسعارها لشهر مارس وسعياً لدعم المعركة الجارية حول حصة السوق، خفضت سعر المبيع لصالح العملاء الآسيويين بمعدل 2.3 دولار للبرميل تحت معدل نفط عمان/دبي الخام.
وحسب بيانات بلومبيرج، يمثل هذا السعر الأقل منذ 14 سنة على الأقل وهو أقل كذلك من فرق 1.75 دولار للبرميل السنة الماضية. ويشكل هذا إشارةً واضحة على التزام أكبر مصدرٍ عالمي للنفط الخام بالدفاع عن حصته في السوق.
وهو كذلك إشارة واضحة على أن وفرة العرض في السوق العالمي لا تزال مشكلة في حين أدى تناقص الطلب على الورادات من المصافي الأمريكية إلى زيادة الشحنات من روسيا وغرب افريقيا وأمريكا اللاتينية الباحثين عن وجهة جديدة مع تمتع آسيا بأكبر فرصة للنمو، ما دفع بمنتجي النفط الرئيسين إلى تركيز جل اهتمامهم عيها.
وبالنسبة للذهب، فقد استقر في مجال بين الدعم الرئيسي عند 1.250 دولار للأونصة والمقاومة عند 1.286 دولار للأونصة بعد أداء مبهر جداً في شهر يناير. واستمر ذلك فقط إلى فبراير عندما تسبب تقرير العمل الأمريكي الذي جاء أقوى من المتوقع في ارتفاع الدولار وانخفاض المعادن الثمينة.
وتبدو لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة أكثر تفاؤلاً في توقعاتها بخصوص ارتفاع المعدلات مقارنة بالسوق وبناء على ذلك ستتم مراقبة البيانات القادمة عن كثب من أجل تحديد المصيب من المخطئ.
وترك الاختراق تحت الدعم يوم الجمعة الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام تصحيحٍ أعمق مبدئياً إلى 1238 دولار متبوعاً بسعر 1221.5 دولار قبل المستوى النفسي الرئيسي عند 1200 دولار.