الأمم المتحدة: الاستثمار فى الاقتصاد الأخضر يقود لزيادة الناتج المحلى ويحد من فجوة الفقر

أكد تقرير جديد صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أن التحول إلى للإستثمار الأخضر يؤدى إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي في كينيا بنسبة %12 ، ورفع معدل العمر المتوقع في السنغال بنسبة 1.3 سنوات، والحد من الفجوة بين المناطق الحضرية الريفية في بوركينا فاسو بنسبة 8% علما بأن كل هذا يتجاوز ما يمكن توقعه من خلال العمل وفق السيناريو المعتاد.
وأوضح التقرير أن تفعيل الانتقال للاقتصاد الأخضر يظهر بالفعل من خلال فرض رسوم لضريبية على النفط في الجزائر وإعادة تأهيل الغابات في بوركينا فاسو، والتجارة الحيوية في ناميبيا والصادرات العضوية في أوغندا، وقد بدأت إفريقيا تجني الثمار المستدامة في جميع أنحاء القارة.
ويسلط تقرير اقتصاد أفريقيا الاخضرالجديد، الذى تم اطلاقه مؤخرا في مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، الضوء على النتائج الرئيسية لتقييم الزراعة والطاقة والمياه ومصايد الأسماك، والمباني، والصناعات والنقل والسياحة في 10 دول أفريقية. وقد تم وضع التقرير لمساعدة صانعي السياسات على استيعاب الفوائد المتنوعة للإستثمار في الاقتصاد الأخضر.
وعلى الرغم من الزيادة الحقيقية للناتج المحلي الإجمالي (GDP) في أنحاء أفريقيا بمتوسط 5.1% سنويا على مدى السنوات الـ10 الماضية، فأنه لا تزال هناك تحديات اجتماعية واقتصادية كبيرة: 48.5% من أفارقة جنوب الصحراء يعيشون في فقر مدقع، 76% من الأسر غير متصلة بالشبكة، و70% لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي المحسنة.
وشدد التقرير على أن هناك حاجة إلى المزيد من النمو المستدام والعادل، ولكن ليس على حساب البيئة الطبيعية في افريقيا.
وقال شتاينر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: “يوجد في القارة موارد مستدامة ومتجددة هائلة ولكن غير مستغلة. تحظى أفريقيا ب 325 يوما مشمسا في السنة وتستخدم أقل من 7 %من إمكاناتها الكهرومائية، وأقل من 2 %من طاقاتها الحرارية”.
واضاف “أن جنوب أفريقيا، وضعت اتفاقية الاقتصاد الأخضر الجديدة لخلق 300 ألف وظيفة خضراء بحلول عام 2020. والأمثلة الناجحة للاستثمارات الخضراء في أفريقيا أكبر بكثير مما نتصور. فالامكانات هائلة”.
وأوضح ” أن توسيع نطاق متابعة هذه الاستثمارات يتطلب مزيج صحيح من السياسات والحوافز، وتنمية القدرات، والأدوات الإعلامية. ولذلك اجتمع واضعي السياسات والخبراء في مؤتمر وزراء البيئة الافارقة لتحديد أفضل الوسائل لتحقيق هذا المزيج وايصال الإمكانات الهائلة لهذه الاستثمارات الخضراء لحيز التنفيذ”.
وقد وضع التقرير التجميعي استجابة لطلب الحكومات الأفريقية بهدف دراسة الفرص والتحديات التي تواجه الانتقال الى الاقتصاد الأخضر.
ويؤكد التقرير أيضا كيف ان الابتكارات لا يجب أن تكون مكلفة لإحداث فرق كبير. فعلى سبيل المثال، يمكن لصمام واحد LED تحقيق وفرا للكيروسين قدره أكثر من 1 دولار في الأسبوع للأسرة، وتمكين طفل من استكمال أعماله المدرسية في المساء دون أي آثار جانبية سلبية على الصحة، فهو ابتكار ذو أهمية كبيرة بالنسبة للقارة تضم 25 مليون طفل لا يستطيعون الذهاب للمدرسة.
وفي إشارة إلى مصر، فإن إجرءات رفع كفاءة الطاقة يمكن أن توفر 30% من الاستهلاك أي 33 مليار كيلو وات. وقد قامت مصر بتركيب محطة رياح بطاقة 225 ميجاوات بالتعاون مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء.
ولم يدع التقرير مجالا للشك أن الحكومات الأفريقية بدأت ببصياغة استراتيجيات لبدء النمو في الاقتصاد الأخضر، وقدم أمثلة مثل رواندا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وكينيا وغانا.
ويمكن أن تصبح فوائد الاستثمارات الخضراء ملموسة على المدى المتوسط، حين تبدأ حالة البيئة في التحسن وتزيد رفاهية الإنسان، مما يجعل من الضروري التخطيط الفعال لمسارات التنمية المنشودة.