معهد واشنطن: السيسى يقاوم الفساد ويبدى التزاما صادقا تجاه تحسين الاقتصاد المصرى

قالت انًا بورشيفسكايا، الباحثة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادني، إن الحكومة المصرية ترى في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري المقرر عقده في شرم الشيخ عنصرا هاما في استراتيجية تحسين الاقتصاد الوطني عبر جذب استثمارات القط اع الخاص.
وأوضحت الباحثة، قبل يومين من بدء انعقاد المؤتمر، أن “الرئيس عبد الفتاح السيسي يبدي التزاما صادقا ازاء تحسين الاقتصاد المصري”، ونقلت عن روبرت روك استاذ التاريخ بجامعة توسن والمتخصص في الشئون المصرية، قوله إن السيسي جلب لمصر بعض المصداقية الحقيقية، حيث أصبحت الآن تمثل رهانا افضل للمستثمرين عن ما كانت عليه خلال السنوات العشر الاخيرة.
وقالت بورشيفسكايا ان الفساد والمحسوبية وضعف التشريعات استنزف الاقتصاد المصري على مدى اجيال وهو ما اثار استياء الشعب المصري.
غير ان الباحثة ترى أن الرئيس السيسي بدأ في مقاومة الفساد وتبنى اصلاحات لمنظومة الدعم والضرائب، لافتة إلى نظام البطاقات الذكية الذي تم استحداثه مما يساهم في تقليص الفساد وتعزيز المحاسبة والفاعلية.
ونوهت إلى ما كتبته وكالة “رويترز” عن منظومة توزيع الخبز وهو الامر الذي ادى الى الحد من طوابير الخبز وترشيد دعمه، واوضحت أن مصر اصبحت تحتل المركز الـ94 وفقا لمؤشر منظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد عام 2014 بعد ان كانت في المركز الـ114 من بين 175 في العام الذي سبقه.
وفي عام 2015 تقدمت مصر في تقرير البنك الدولي للاعمال بمركز واحد لتصبح في المرتبة الـ112 من بين 189 دولة وهي المؤشرات التي تقول عنها الباحثة انها تؤكد ان مصر لا يزال امامها العديد من التحديات.. كما ان صندوق النقد الدولي كان له موقف ايجابي ازاء الاصلاحات الاقتصادية التي وكذلك سياسات الحكومة لتحقيق معدل نمو اكبر وخلق فرص عمل وتعزيز الاستثمارات وحماية الفقراء، غير ان الصندوق عول على ضرورة مواصلة الجهود والاستعداد لاتخاذ اجراءات اضافية كلما كان مطلوبا واستمرار الدعم الخارجي.
وبعيدا عن اصلاح منظومة الدعم، تقول بورشيفسكايا ان الاقتصاد المصري يحتاج مجهود كبير لخلق فرص عمل خاصة للشباب في دولة يوجد بها ثلثا سكانها ممن لا تزيد اعمارهم عن 35 عاما، وفقا للتلفزيون الالماني.
وبالإضافة إلى معدلات الفقر والبطالة المرتفعة، تواجه مصر أيضا تهديدات ارهابية. غير ان الباحثة تقول إن هناك اسبابا تدعو للتفاؤل الحذر. فتبدو حكومة الرئيس السيسي ملتزمة بتحقيق إصلاح اقتصادي حقيقي.
وكما قال صندوق النقد الدولي ان جزء من نجاح الاصلاح في مصر يتوقف على المساعدات الخارجية وهو ما يتطلب ضرورة تقديم الولايات المتحدة هذا الدعم للسيسي، حسبما قالت بورشيفسكايا، كما ان نفوذ مصر الاقليمي يعد عنصرا مهما عندما ياتي الحديث عن الاستقرار في الشرق الاوسط.
وتشير الباحثة إلى أن تعليق المساعدات الأمريكية لمصر لايفعل شيئا سوى الاٍضرار بالمصالح الامريكية ودفع مصر نحو اطراف آخرين.