الجمعة, مارس 29, 2024

اخر الاخبار

مقالاتأحمد عطاطهران والإخوان فى مواجهة مملكة الجمال

طهران والإخوان فى مواجهة مملكة الجمال

بقلم: احمد عطا

عندما يدفعك الحظ وتتجول في اروقة مملكة السحر والجمال (المملكة المغربية) تشعر كأن الله قد خصها بالنصيب الأكبر بتفاصيل طبيعية دون غيرها من بقاع الارض، ولا يشاركها في باقة الجمال الإلهي سوي سويسرا مملكة الجمال في القارة البيضاء – فقد تعاقبت حضارات مختلفة عبر التاريخ علي المملكة المغربية جعلتها مزيج من الثقافات المختلفة وترانزيت لكافة الحضارات عبر العصور.

هي دولة ذات نظام ملكي برلماني دستوري وهي عضو في العديد من المنظمات الدولية منذ خمسينيات القرن الماضي منها الامم المتحدة وجامعة الدول العربية – ولكن تبقي المشكلة الأهم وهي سيطرة تيار جماعة الاخوان علي المشهد السياسي منذ تأسيسه علي يد عبدالكريم الخطيب – فقد نشأت جماعة الإخوان المسلمين في المغرب من خلال جماعة التوحيد والإصلاح الإسلامية التي خرجت من رحم اتحاد عدة حركات إسلامية في المغرب، وذراعها السياسي هي حزب العدالة والتنمية المغربي.

ولهذا نجد ان المتابع للمشهد السياسي داخل المغرب عن قرب يجد انه قد وقع بين فكي الأسد (حزب العدالة والتنمية المغربي) وهو الجناح السياسي للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان في شمال غرب افريقيا وجبهة البوليساريو الانفصالية وهي الجبهة التي تريد ان تنفصل عن المملكة المغربية والتي أعلنت عن نفسها كحركة انفصالية منذ سبعينيات القرن الماضي.

وحسب ما أكدت مصادر خارجية ان التنظيم الدولي لجماعة الاخوان أراد ان ينفصل بالحكم منذ ثورات الربيع العربي فاكتفي ان يتصدر المشهد السياسي ويشكل حكومة برئاسة سعد الدين العثماني وهو احد قيادات اخوان المغرب وذلك بعد حصول حزب العدالة والتنمية المغربي على 125 مقعد في الانتخابات البرلمانية.

ويتواصل التنظيم الدولي سراً مع قيادات اقليم البوليساريو ودعمهم بالمال والسلاح وذلك من خلال طهران الوسيط المقرب للتنظيم – فقد اجري أمين عام الننظيم الدولي في اوربا ابراهيم منير عدة لقاءات في مكتبه بميونخ منذ نهاية العام الماضي ضمت هذة اللقاءات أطراف مختلفة عن العدالة والتنمية المغربي والحرس الثوري الإيراني ومسؤول العمليات العسكرية في اقليم البوليسارو.

وقد تم توقيع اتفاق على ان يقوم التنظيم الدولي لجماعة الاخوان بتمويل تسليح كامل لجبهة البوليساريو ومساعدتها في الاستقلال والانفصال عن المغرب في مقابل انفراد العدالة والتنمية بالحكم وتأسيس اول دولة له في الشمال الغربي الأفريقي علي ان يتولي الحرس الثوري الإيراني عملية نقل السلاح والتدريبات العسكرية المختلفة في الصحراء المغربية.

وقد أطلق ابراهيم منير علي هذا الاتفاق (اتفاق الصحراء) – في نفس الوقت كلّفت المخابرات الإيرانية قاسم سليماني بنقل عدد من العسكريين داخل اقليم البوليساريو لإجراء التدريبات التي استمرت عدة أشهر بمباركة التنظيم الدولي لجماعة الاخوان الذي قام بتمويل الدفعة الاولي لاتفاق الصحراء بـ100 مليون دولار حصلت عليها ايران بالكامل كدفعة أولي من ثلاث دفعات وذلك لتقوية جبهة البوليساريو عسكرياً وتحقيق حلم الاستقلال لهم.

وهنا تتجسد العلاقة السرية بين التنظيم الدولي لجماعة الاخوان وطهران من ناحية والتي كونت نقاط ارتكاز استخباراتية في شمال افريقيا كوسيط لبيع السلاح في مقابل الحصول علي الأموال والبترول علي حداً سواء وقد اتضحي ذلك عندما تم نهب ونقل بترول الموصل في مقابل دعم داعش بالسلاح سراً.

والان صارت طهران طرف في معادلة استهداف الدول من خلال التحالفات السرية مع التنظيم الدولي لجماعة الاخوان في آطار مشروع الخلافة الذي يسعي اليه التنظيم الدولي ولاية الفقيه من خلال تحالفات سرية وتمويلات غير معلنة بهدف ضرب استقرار الدول العربية دون استثناء.

وهو ما شهد عليه مكتب الننظيم الدولي في ميونخ الذي فتح ابوابه لقيادات الحرس الثوري الإيراني بهدف السيطرة علي شمال افريقيا الذي صار تحت سيطرة الأجنحة السياسية لجماعة الاخوان في تونس والمغرب وليبيا وهو الشريط الذي يضم ثروات بترولية ضخمة ويتحكم في ثلث تجارة العالم.

اقرأ المزيد