أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرص مصر على تعزيز وتدعيم الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، لا سيما على الصعيدين الأمني والعسكري.
جاء ذلك خلال استقباله اليوم جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي أكد تطلع بلاده إلى ”تعزيز التنسيق والتعاون الإستراتيجي القائم مع مصر وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في ضوء الدور المصري المحوري والمتزن في منطقة الشرق الأوسط“.
وقال سوليفان، إن هذا التعاون بات عاملا أساسيا لنجاح جهود تحقيق الأمن والاستقرار والسلام“، مشيدا في هذا الإطار بجهود مصر التي وصفها ”بالفعالة على صعيد مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف”، وأهمية دفع التعاون بين الجانبين في الإطار ذاته خلال المرحلة المقبلة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، إن ”اللقاء شهد تباحثا بشأن تطورات الأوضاع في كل من ليبيا وتونس وسوريا واليمن والعراق.
وأنه تم التوافق على تكثيف التنسيق المشترك بين الجانبين ومع الشركاء الدوليين بشأن الترتيبات المتعلقة بالانتخابات المقبلة في ليبيا، وكذا ملف سحب القوات الأجنبية والمرتزقة، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية“.
وقد أكد الرئيس السيسي على الأهمية التي توليها مصر لإنجاح المسار السياسي، وسحب جميع القوات الأجنبية من ليبيا، مشددًا على أهمية إجراء الانتخابات الوطنية بليبيا في موعدها المقرر في ديسمبر المقبل.
ولفت راضي، إلى ”تأكيدات السيسي أن السبيل الفعال لتحقيق الاستقرار في المنطقة هو عودة الدول التي تعاني من أزمات إلى إطار الدولة الوطنية بالمفهوم الشامل“.
وكشف أن اللقاء تطرق إلى مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن، وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونًا خلال فترة وجيزة، على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف“.
وأكد الرئيس السيسي على مدى الالتزام الذي أبدته مصر تجاه مسار المفاوضات، وأن المجتمع الدولي عليه القيام بدور مؤثر لحل تلك القضية البالغة الأهمية، حيث إن مصر لن تقبل الإضرار بمصالحها المائية أو المساس بها.
ومن جانبه، جدد سوليفان التزام الإدارة الأمريكية ببذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي المصري، وذلك على نحو يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.
واستعرض الجانبان، مستجدات القضية الفلسطينية، وسبل إحياء عملية السلام، حيث أعرب سوليفان عن تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية في احتواء الوضع في قطاع غزة ومنع تفاقم الموقف، إلى جانب إطلاق المبادرة الخاصة بإعادة إعمار غزة.
وتم التوافق على استمرار التشاور والتنسيق في هذا الخصوص؛ لضمان مواصلة تثبيت وقف إطلاق النار واستمرار التهدئة الحالية، من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين.
وأكد السيسي، أن حل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، سيكون لهما مردود كبير سينعكس على تطور وتغيير واقع المنطقة بأسرها للأفضل، ويفتحان آفاق السلام والتعاون والتنمية.
