أعلنت اليوم وزارة الآثار المصرية اكتشاف مقبرة قائد الجنود الأجانب خلال أول عصور العولمة الحقيقية في العالم القديم.
وأفاد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د.مصطفى وزيري، بأن البئر الرئيسية لمقبرة واح إيب رع مري نيت بلغ عمقه ستة أمتار، كما بلغت أبعاده 14 × 14 متر تقريبا.
وأوضح أن البئر تنقسم إلى عدة أجزاء تفصل بينها جسور منحوتة في الصخر الطبيعي للمنطقة.. وبمنتصف البئر الرئيسية تم حفر بئر أخرى أصغر، ولكن أعمق، تم استخدامها كبئر أساسية لدفن صاحب المقبرة.
وأضاف وزيري أن تصميم هذه المقبرة البئرية ليس له مثيل متطابق في مصر القديمة، إلا أنها على الرغم من ذلك يتشابه تصميمها المعماري جزئيا مع مقبرة ودجا حور رسنت المنقورة في الصخر والتي تقع بالقرب من المقبرة المكتشفة حديثا، وكذلك تشبه ما يسمى بمقبرة كامبل في الجيزة.
وكشفت وزارة الآثار أن الدراسات المبدئية التى أجريت على المقبرة البئرية كشفت عن تعرضها للسرقة في أواخر العصور القديمة، وذلك على الأرجح حوالي القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد، وذلك نتيجة العثور على إناءين من الفخار تم تركهما بالبئر الرئيسي.
وقام أيضا اللصوص القدامى بعمل فتحة بالجزء الغربي من التابوت الخارجي لـ “واح-إيب-رع مرى نيت” وقاموا بتحطيم الجزء العلوي (الغربي) من غطاء التابوت البازلتي والذي يمثل وجه المتوفي، وذلك إلى كسرات عديدة، والتي تم العثور عليها حول التابوت بواسطة البعثة.
وتعتبر تلك المقبرة فريدة من نوعها ومهمة، حيث تقدم نظرة جديدة حول الفترة المضطربة لبداية عصر الهيمنة الفارسية على مصر القديمة، بالإضافة إلى نتائج البحث الجاري حول وديعة التحنيط الخاصة بصاحب المقبرة والتي عثرت عليها البعثة خلال الموسم السابق.
ولفتت الوزارة إلى أنه يمكننا رسم فكرة عن حياة واح-إيب-رع مرى نيت وخلفيته العائلية ومسيرته المهنية، وهو الذي على الأرجح توفي بشكل غير متوقع خلال وقت لم تكن مقبرته ومتاعه الجنائزي المصاحب له في العالم الآخر لا يزالا غير مكتملين بشكل كبير.
وتم العثور على المقبرة خلال أعمال الحفائر التي أجريت في منطقة أبوصير الأثرية، جنوب الجيزة.
وذلك، بجوار خبيئة التحنيط التي تخص شخص رفيع المستوى من مصر القديمة يدعى واح-إيب-رع مرى نيت، والذي كان يشغل وظيفة “قائد الجنود الأجانب” خلال أول عصور العولمة الحقيقية فى العالم القديم، والتى يمكن تأريخها للفترة خلال أواخر الأسرة 26 وأوائل الأسرة 27.