في الوقت الذي ينفذ فيه حلف “الناتو” مناورات “ستيدفاست نون” النووية شمال شرق أوروبا، قررت موسكو إظهار إمكاناتها عبر طلعات جوية روتينية لقاذفات “توبوليف تو-95 إم إس” النووية.
وقامت اثنتان من قاذفات “توبوليف تو-95” التي تتمتع بقدرات هائلة بطلعات جوية لأكثر من 12 ساعة فوق المحيط الهادئ وبحر بيرنغ وبحر أوخوتسك.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القاذفات حلقت في رحلة مجدولة فوق المياه الدولية، برفقة مقاتلات “ميج 31” وتم تزويدها بالوقود في الجو.
وتعد قاذفات “تو-95 إم إس” واحدة من أهم منصات الإطلاق النووي في سلاح الجو الروسي، وتشكل العمود الفقري لقاذفات المسافات الطويلة.
وعلى الرغم من أن قاذفة “تو-95 إم إس” تعمل منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أن النماذج التي أجرت المناورات الأخيرة تمت إعادة تصميمها وتطويرها في أواخر السبعينيات وبدأت الإنتاج التسلسلي عام 1981، مما يمثل قفزة تكنولوجية مهمة.
وخلال السنوات الأخيرة، أعلنت روسيا في أكثر من مناسبة تمديد عمر خدمة القاذفة عبر برامج الصيانة والتحديث، والذي تخطط من خلاله أيضا لتمديد عمرها حتى الأربعينيات من القرن الحالي.
وتحمل “تو-95 إم إس” حاليا لقب القاذفة الاستراتيجية الوحيدة التي تعمل بمحركات توربينية، وأيضا واحدة من أكثرها ضجيجا بسبب المحركات ذات المروحة المزدوجة، لكن هذا لا يمنعها من أن تكون واحدة من أكثر الطائرات قدرة على الانتشار النووي في العالم.
ويتألف طاقم قاذفة “تو-95 إم إس” من 8 أشخاص، بينهم الطيار ومساعد الطيار ومهندسي الطيران والمسؤول عن المدفع الرشاش الخلفي.
ويبلغ الحد الأقصى لوزن الإقلاع في القاذفة 188 طنا، وتتكون محطة الطاقة الخاصة بها من 4 محركات NK-12 Kuznetsov بقوة 15 ألف حصان لكل منها.
وتمكن تلك الإمكانات القاذفة من التحليق بسرعة قصوى تبلغ 925 كلم في الساعة على ارتفاعات قصوى تبلغ 14 ألف متر، ويمكن أن يصل مدى تحليقها إلى 15 ألف كلم اعتمادا على نوعية الأسلحة التي تحملها.
وتحمل القاذفة أيضا مدفعين رشاشين عيار 23 ملم في البرج الخلفي، كما يمكن إرفاق 8 صواريخ تحت جناحيها.
بالإضافة إلى حجرة شحن مركزية يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 15 ألف كجم من القنابل، بما في ذلك القنابل النووية والتقليدية.