تشكل قضايا الاستدامة التي تواجهها البلدان الحارة والجافة محور تركيز النسخة الأولى لقِمة “إرثنا”، التي ستقام في مشيرب قلب الدوحة، يومي 8 و9 مارس المقبل.
وهذه القمة المحايدة للكاربون، التي ينظمها “إرثنا – مركز لمستقبل مستدام”، عضو مؤسسة قطر، بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، ستعرف مشاركة مجموعة من صناع السياسات المحليين والإقليميين والدوليين وقادة الفكر والأكاديميين ورجال الأعمال.
وذلك لمناقشة الكثير من الموضوعات، من قبيل كيفية إنشاء سبل جديدة تؤطر للاستدامة، والأمن الغذائي، والتكيف مع التغيرات المناخية، والعلاقة بين المناخ والطاقة، والتنوع البيولوجي والنظم البيئية، والخبرات والمعارف المحلية.
كما ستشهد قمة “إرثنا” لعام 2023، التي ستقام تحت عنوان: “بناء مسارات جديدة لاستدامة المناطق الحارة والجافة”، بحضور 500 مشارك، عقد جلسات عامة وحلقات نقاشية وموائد مستديرة وورش عمل. وستسهم الجلسات التفاعلية في التوصل إلى حلول مستدامة مستلهمة من التجارب المحلية.
وهذا عن طريق تسليط الضوء على احتياجات هذه الدول بدمج الممارسات التقليدية مع القيم الثقافية، مثل توفير الأمن الغذائي وبناء المدن الذكية.
ويشارك في هذه القمة العالمية عدد من المتحدثين البارزين، من بينهم فهد بن محمد العطية، سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة، والدكتورة جين غودال، مؤسِّسة معهد جين غودال وسفيرة الأمم المتحدة للسلام، وإيان فاسكيز، نائب رئيس معهد “كاتو: للبحوث والسياسات، والمهندس المعماري المرموق، عبد الواحد الوكيل، وفاكلاف سميل، الأستاذ الفخري المرموق في جامعة مانيتوبا الكندية.
وفي تعليقه على هذه القمة العالمية، أشار الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي، إلى أهمية قمة “إرثنا” وتنظيمها في دولة قطر، حيث قال: “تتيح القمة فرصة لدولة قطر لتأكيد التزامها بالاستدامة من خلال دعمها لجهود التعاون المحلية والإقليمية والعالمية لمجابهة أبرز التحديات البيئية.” ونوه سعادته إلى أن أكثر من ثلث سكان العالم يعيشون في بلدان حارة وجافة.
وأكد أن قمة “إرثنا” ستسهم في دعم تحقيق أهداف دولة قطر وغيرها من البلدان التي تشبهها من حيث المناخ من خلال نقاشاتها متعددة الأطراف حول القضايا والممارسات البيئية والبحوث الاجتماعية.
كما شدد على أن القمة تأتي في إطار مساعي دولة قطر وجهودها المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة بناءً على الاستراتيجيات الوطنية المتعاقبة للتنمية المستدامة وركائز رؤية قطر الوطنية 2030، التي تشمل خفض انبعاثات الكربون والتقليل من البصمة الكربونية.
وفي هذا السياق، ذكّر بضرورة تكاتف الجهود وتواصلها بين مؤسسات الدولة كافة لتسريع وتيرة العمل على تحقيق نمو اقتصادي مستدام يهدف إلى الحفاظ على البيئة ويلبي احتياجات الأجيال الحالية والقادمة.
ومن جانبه، قال الدكتور جونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي لمركز “إرثنا”، معقِّبًا على الدور الذي تلعبه قمة “إرثنا”: “على مدار السنوات الأخيرة، أصحبت النقاشات التي تدور حول قضايا الاستدامة تولي اهتمامًا كبيرًا للقضايا التي تمسّ البلدان الاستوائية والمعتدلة، فيما غابت عن ساحة النقاش البلدان الحارة والجافة، لا سيما تلك التي يقع العديد منها في الشرق الأوسط وآسيا وعلى ساحل البحر المتوسط وفي أمريكا الوسطى والجنوبية”.
وتابع، إذ صار يُنظَر إلى تحديات الاستدامة في هذه البلدان على أنها أقل أهمية في السياق العالمي، على الرغم مما تواجهه من تحديات هائلة ومتنامية وما تتخذه من خطوات فعَّالة لمجابهة هذه التحديات التي يجب تسليط الضوء عليها والإقرار بوجودها.
وأضاف “إن تحقيق الاستدامة يتطلب حوارًا بنّاءً وسياسات قائمة على استشراف المستقبل، علاوة على التخطيط المتكامل وتضافر الجهود بين مختلف الشركاء نحو تحقيق هدف مشترك”.
واستطرد “وهنا يأتي دور قمة “إرثنا” لعام 2023 التي ستسهم في بناء فهم عالمي للتحديات التي تواجهها المناطق الحارة والجافة، وستوفر منصة للنظر في الحلول التي تمكّننا من بناء مسارات جديدة للاستدامة التي تدعم جهود الدول على المدى الطويل”.
والجدير بالذكر أن قمة “إرثنا” 2023 تنظم الجلسات بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية، من بينها وزارة البيئة والتغير المناخي، ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، ومجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، إلى جانب عدد من الشركاء الدوليين، في مقدمتهم أمانة الكومنولث، و”جلوبال كاونسل” ومركز “ستيمسون”.