توجد العديد من الأنشطة المختلفة التي تربط بين مصر وشركة سيمنز. ولزيادة التفاعل مع مصر على المستوى الثقافي أيضًا، فإن شركة سيمنز تدعم حاليًا مشروعًا موسيقيًا مميزًا للغاية.
وينظم برنامج سيمنز للفنون بالتعاون مع معهد جوته والمايسترو نايير ناجي ومكتبة الإسكندرية عرضًا أوبراليًا استثنائيًا في الإسكندرية.
وهذا العرض الجديد لأوبرا دون جيوفاني لموتسارت سيُعرض للمرة الأولى في يوم الخميس الموافق 18 مايو الجاري في مكتبة الإسكندرية.
ويُشرف على ذلك مدير الأوبرا الألماني مانويل شميت. كما يشرف مصمم الموقع والأزياء، برنارد سيجل، وهو أيضًا من ألمانيا، على المسرح وتصميم الأزياء، كما يقوم بتدريب موظفي المكتبة في كلا المجالين.
وعن طريق هذا المشروع التعليمي الألماني-المصري، يأمل فريق الإنتاج في إعادة تنشيط تراث الأوبرا في الإسكندرية، ودعم الفرقة الموسيقية بمكتبة الإسكندرية، ودعم المطربين الشباب الموهوبين.
كما يستهدف المشروع أيضًا تنمية المهارات المحلية فيما يتعلق بالأوبرا وتصميم خشبة المسرح وتصميم الأزياء، حيث يهدف ذلك كله إلى دعم التطوير المستدام والمستمر للمسرح الموسيقي هناك.
وبالنسبة إلى فرقة العازفين الفرديين، يبدأ برنامج سيمنز للفنون في تقديم دعوة دولية للممثلين لتمثيل أدوار كل من دونا آنا وليبوريلو. اختارت لجنة التحكيم المكونة من المايسترو ناير ناجوي، والمخرج مانويل شميت، وبرنامج سيمنز للفنون، كل من الباريتون المكسيكي أنطونيو أزبيري والسوبرانو الصربية/البلغارية إيسيدورا مولز.
ويوضح ستيفان فروخت، المدير الفني لبرنامج سيمنز للفنون: “نهدف إلى العمل على دعم التنوع وتكافؤ الفرص في المجال الثقافي أيضًا”.
وتابع “كما يلعب هذا النهج المتمثل في التدريب والتعليم المستمر الموجه نحو التطوير المستدام للمسرح الموسيقي دورًا رئيسيًا للشباب في مصر”.
واضاف “حيث إنه يُشكّل المهارات بين الثقافات بحيث تنتج طاقة عالمية تشجع الأشخاص على تبني التضافر السلمي والتعاوني”.
وفي حواره عن الإنتاج، أشار المخرج مانويل شميت إلى أن “عرض أوبرا دون جيوفاني هذا هو العمل الأوبرالي الوحيد الذي تعرضه مكتبة الإسكندرية هذا العام، ويمثل فعالية بارزة بين عروض الأوبرا القليلة التي تُعرض في مصر.
وأوضح “بالنسبة لي، فإن الدمج بين مجالين ثقافيين مختلفين للغاية – أوروبا الوسطى مع مصر – يجعل التدريب وعرض أوبرا دون جيوفاني في مصر هدفًا ثقافيًا خاصًا وشديد الأهمية”.
وقال “فمن خلاله، ستصبح لغة موتسارت ودا بونتي لغة مشتركة وشائعة بين الجميع، وتكتسب طابع ثقافي متميز للغاية، وبالتالي تُضفي رؤية مختلفة لهذه الأوبرا”.
واضاف “حيث إن هذا التضافر بين العمل الأوبرالي والمواضيع التي يتناولها هو العنصر الأساسي للعمل في المسرح. ويهدف المشروع إلى تحليل الصورة القائمة على السياق الجنسيّ، والعنف ضد المرأة، والذكورة والأنوثة، والتشكيك في النماذج التي يحتذى بها، وما إلى ذلك، من وجهة نظر التراث الثقافي، وبالتالي تقديم عرض متعدد الثقافات”.
وذكر المايسترو ناير ناجي: “لطالما كانت الإسكندرية مدينة عالمية تعرض عروض الأوبرا والمسرح الموسيقي والحفلات الموسيقية بجميع أنواعها وتخلق مشهدًا ثقافيًا متميزًا.
وأكد: ومثل هذه المشاريع، تعيد إلى أذهاننا “حقبة جميلة” طالما تم فيها إشراك فنانين شباب مما يمنح المدينة مستقبلًا وفرصًا للاستدامة.
وأضافت سابين إرلينوين، رئيسة معهد جوته بالإسكندرية، أن “عرض أوبرا دون جيوفاني هذا يهدف إلى دعم التبادل الفني والثقافي الدولي. جديرٌ بالذكر أن التآزر التعاوني بين المخرج الألماني ومصمم المسرح الألماني والمطربين العالميين والفرقة الموسيقية لمكتبة الإسكندرية بقيادة المايسترو ناير ناجوي سيجعل العمل على تقديم أوبرا دون جيوفاني تجربة مثيرة وإبداعية لجميع الأطراف المعنية”.
جديرٌ بالذكر أن تنظيم عرض الأوبرا ليس أمرًا مميزًا للغاية فحسب، ولكن من المحتمل أيضًا أن ينال إعجاب الآلاف من عشاق الأوبرا المصريين بموسيقى موتسارت.