بقلم: د.شيماء أمين. أستاذ مساعد الأدوية والسموم بكلية الصيدلة
يعتبر ادمان المخدرات من اكثر الاضطرابات النفسية العصبية والسلوكية انتشارا بين الشباب وتؤثر بالسلب على الفرد, الاسرة و المجتمع.
كما تكلف اقتصاد الدول الملايين لمكافحتها. هذا هو النمط التقليدي للادمان وهو ما يعرف بادمان الادوية او المواد المخدرة. اكتشف حديثا ان ظاهرة الادمان اشمل واعم من ذلك: سواء كان الامر يتعلق بادمان الاكل والسكر ,وسائل التواصل الاجتماعي او اي عادة سلبية, فإن الاستجابة في دماغنا هي نفسها: فهي تنتج مادة كيميائية عصبية “تشعر بالسعادة” تسمى الدوبامين، والتي تجلب مشاعر المتعة والتحفيز.
اي اننا قد نطلق على مصطلح ادمان على السلوكيات الني نعجز عن الاقلاع عنها وتستنفز وقتنا وطاقتنا.
ومن هنا وجب الاشارةالي ان السلوك المكتسب او المتعلم يعتمد على افراز هذة المادة في دائرة المكافاة “Dopamine Reward System” في المخ لتعزيز السلوك.
اثبتت الدراسات ان الادوية المخدرة والسلوكيات الضارة المكتسبة تعمل على افراز كميات كبيرة جدا من الدوبامين ومع التكرار يفقد الشخص القدرة على الشعور بنفس السعادةوهي ظاهرة تسمى التعود”Tolerance” لذا يضطر الشخص الى زيادة الجرعة من الدواءاو الانغماس وقت اطول في ممارسة السلوك الضار للحصول على نفس قدر السعادة المسبقة ويدخل الشخص فى “حالة نقص الدوبامين” “Dopamine deficit state” التي قد تقودنا إلى الاكتئاب والقلق والأرق , على حد قول د.آنا ليمبكي، طبيبة نفسية في كلية الطب بجامعة ستانفورد.
لذلك اوصت باتباع الخطوات التالية والتي تسمى ب “صيام الدوبامين” من اجل استعادة توازن دائرة المكافاءة في المخ:
أخذ استراحة لمدة 30 يومًا من كل ما تعتمد عليه من أجل المتعة: وسائل التواصل الاجتماعي، والسكر، وألعاب الفيديوجيمز
قم بإنشاء مسافة فعلية بينك وبين السلوك الادماني. قد يعني ذلك إزالة الشىء المسبب للسلوك لللادمان من منزلك ومساحاتك مثل مصادرة جهاز الفديو جيمز.
طلب المساعدة من اقرب الناس والتواصل الاجتماعى العميق مع من نحب يساعد المخ على افراز مادة الدوبامين و الاوكسيتوسن اللذان يسببان السعادة. جدير بالذكر ان ممارسة التامل , الاستماع لموسيقى محببة , تعرض الجسم لمياة درجة حرارتها منخفضة, الرياضة و الاكل الصحي الذي بحتوي على الحمض الاميني التيروزين من الممارسات الصحية التي تحفز من افراز الدوبامين بكميات منضبطة في الدماغ.
كما وجب التنويه الي ضرورة التوجه لطبيب متخصص حال الوقوع في ادمان المخدرات او الكحليات.