السبت, أبريل 27, 2024

اخر الاخبار

مؤتمراتسيدة الأعمال السعودية لبنى العليان تناقش بالجامعة الأمريكية رؤية للشباب العربى

سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان تناقش بالجامعة الأمريكية رؤية للشباب العربى

استضافت الجامعة الأمريكية بالقاهرة لبنى العليان، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة مجموعة العليان للتمويل، في المحاضرة التذكارية السنوية لتكريم الدبلوماسية نادية يونس.
وأصبحت لبنى العليان عام 2004 أول امرأة تنضم إلى مجلس إدارة شركة سعودية مدرجة في البورصة عندما تم انتخابها لعضوية مجلس إدارة البنك السعودي الهولندي (وهو الآن البنك الأول)، حيث تشغل حالياً منصب نائب الرئيس. تترأس العليان الفنار، وهي أول مؤسسة خيرية في مجال الأعمال تعمل حصرياً في العالم العربي.
وقد ناقشت العليان في المحاضرة، التى جاءت تحت عنوان “رؤية للجيل العربي الصاعد”، التحديات التي تواجه الجيل العربي، والفرص المتاحة لهم ورؤيتها للاستثمار في الشباب العربي.
جدير بالذكر أن المحاضرة التذكارية هي جزء من صندوق نادية يونس الذي أنشئ تكريما لذكراها، التي توفيت بتفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد بـ19 أغسطس 2003، بينما كانت تشغل رئيس فريق ممثل الأمم المتحدة في بغداد الدبلوماسي سيرجيو فييرا دي ميلو.
وبجانب إقامة المحاضرة السنوية، ساعد الصندوق في إنشاء حجرة نادية يونس للمؤتمرات والتي تخدم أعضاء نموذج القاهرة الدولي للأمم المتحدة وجائزة نادية يونس للخدمة العامة والانسانية.
وأشادت لبنى العليان بالراحلة نادية يونس، قائلة “لقد جمعت بين عقل عظيم وشغف بمنقطتنا، وهو شغف أشاركها إياه. إنني أيضا منبهرة باهتمامها الشديد بالعديد من المناطق الأخرى التي تواجه تحديات في جميع أنحاء العالم”.
فيما رحب رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فرانسيس ريتشياردوني، بالعليان في الكلمة الافتتاحية، وأشاد بدور الراحلة يونس في خدمة هيئات المجتمع الدولي، والذي يتوافق مع أفكار الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويعد مثالا لإلهام القادة الشباب القادمين.
وقامت أيضا عائلة يونس والطالب عمر زكي، الحاصل على جائزة نادية يونس للخدمات العامة والإنسانية بالترحيب بالعليان. في بداية حديثها، قالت العليان “إنه لشرف لي أن أتواجد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي تعد مركزا حقيقيا للتميز، للجامعة الأمريكية بالقاهرة دورا هاما ليس في مصر فحسب ولكن في جميع أنحاء العالم العربي”.
وأشارت العليان في كلمتها إلى العديد من الإحصائيات الخاصة بالعالم العربي والتي تبرز العديد من التحديات التي تواجه المنطقة، قائلة: “إن 85 مليون عربي يعانون من الأمية، و150 مليون عربي – ما يقرب من ربع السكان العرب – يعيشون تحت خط الفقر، وواحد من كل 10 مواطنين عرب يعيشون في فقر مدقع، زيادة 80% بالمقارنة بعام 2007. كما أن 50% من اللاجئين في العالم هم من العرب”.
كما أشارت أيضا إلى إحصائية تسجيل البراءات في العالم العربي والتي تعد من مؤشرات التقدم في الدول، حيث يظهر الفرق الواضح بين عدد البراءات المسجلة في العالم العربي- والذي يبلغ عدد سكانه 422 مليون عربي- وهي 8400، “بالمقارنة بكوريا، والتي يبلغ تعداد سكانها 52 مليون مواطن، حيث سجلت أكثر من 8200 براءة اختراع”.
وتناولت العديد من التحديات التي واجهت الدول العربية، مثل الآثار السلبية للاستعمار، ونسب البطالة العالية، بالإضافة إلى عدم المساواة في الدخول. وقالت “يمكننا أن نقضي ساعات طويلة في مناقشة وضعنا الآن وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه، لكن ما نحتاجه الآن هو العمل”.
وبصفتها سيدة أعمال، شاركت العليان مع الحضور الدروس المستفادة والطرق الأفضل لاستخدام موارد المنطقة.
ولفتت إلى سنغافورة كمثال لبلد عانى من الاستعمار، والفقر، والموارد الطبيعية المحدودة والنمو السكاني المرتفع من ضمن تحديات أخرى، ولكنها تمكنت من تحويل مصيرها من دولة من دول العالم الثالث إلى بلد متقدم النمو في 40 عامًا. قالت العليان “لقد استثمرت حكومة سنغافورة الوقت والمال.. كما لم تتسامح مطلقا مع الفساد”. وأبرزت أنه مع الرؤية والنهج الصحيحين، يمكن تحقيق نفس النتيجة في العالم العربي من خلال الاستفادة برأس المال البشري والالتزام بتقديم تعليم عالي الجودة”.
أوضحت العليان أن بعض دول الخليج تبنت نموذجاً مماثلاً لتنويع اقتصادها والاستثمار في التعليم ودعم الأبحاث “قامت دبي، وهي على الأرجح الأكثر حماسة، بتلك الخطوة أولا تحت قيادة الشيخ محمد بن راشد”، كما أشارت إنه في عام 2016 أعلنت السعودية عن جهودها للقيام بالإصلاحات الأكثر جرأة تحت مظلة رؤية عام 2030”.
إلا أن لبنى العليان أشارت إلى أن العالم العربي لا يزال يعاني في مجال التعليم، حيث أكدت على ضرورة الاستثمار بشكل كبير في تعليم الشباب العربي، باعتبارهم عناصر التغيير الحقيقي.
وأشارت إلى زيارتها للقاهرة، حيث رافقها أعضاء آخرون في مجلس إدارة الفنار، قائلة “لقد أمضينا اليومين الأخيرين في زيارة بعض استثماراتنا العظيمة في مصر. ولكن كمنظمة غير حكومية، فإن أكبر مشكلة تواجهنا هي جمع التبرعات.. إن المزايا الضريبية في العالم الغربي تشجع على تقديم التبرعات ولكن المحفزات ضعيفة في الوطن العربي. نرى أن العديد من المواطنين في المنطقة لا يتبرعون لأنهم يدفعون زكاتهم بالفعل مع أن لديهم القدرة على تقديم التبرعات”.
وتحدثت أيضا في كلمتها عن أهمية دور القطاع الخاص وكفاءته في إدارة الاستثمارات، وأهمية شراكات القطاعين العام والخاص: “لذا فإن زيادة التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص سيعطي دفعة كبيرة لبرامجنا الاجتماعية، فهو أفضل طريقة للبدء في التركيز على التأثير الاجتماعي”.
كما تحدثت عن أهمية تشجيع الشركات على تخصيص نسبة من الزكاة لتلبية الاحتياجات الاجتماعية الكبيرة في مجالات الصحة أو التعليم أو السكن، والتي تقع ضمن فئات الزكاة. تشجع العليان هذا النظام وترى إنه يجلب عائدا أفضل على الاستثمار، “كما أن بعض الحكومات تماثل تبرعات الشركات والأفراد لتشجيعهم على العطاء”. إن حكومة سنغافورة، على سبيل المثال، تضاعف ما يقدمه الأفراد، وينتج عن ذلك دعما أفضل وأكثر استهدافًا وتأثيراً, وعائد أفضل على الاستثمار”.
ركزت العليان كذلك على ضرورة الاستثمار في البحث والتطوير “لا يوجد شك أن الاستثمار والدعم لمراكز الخبرة يعود بعائد رائع على الجميع”. كما ناقشت احتياج العالم العربي إلى المزيد من مراكز التميز في العالم العربي، وبالأخص من مؤسسين وممولين عرب. وقالت “توفر مراكز التميز فرصًا متساوية في الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا ليس للرجال فحسب بل للنساء أيضًا.
وشددت على ضرورة دمج المرأة في مجالات السياسة وإدارة الأعمال، ليس لأنه هو التصرف الصحيح فحسب، حيث أنه لا يمكن لأي بلد أن يستبعد نصف سكانه، ولكن أيضًا لأنه في مصلحتنا جميعا، “كما أظهرت الدراسات وجود تقدم ملحوظ بانضمام النساء إلى القوى العاملة، إلى جانب زيادة في الأرباح عندما تشارك النساء في اتخاذ القرارات في مجالس الإدارات”.
في ختام كلمتها، قالت لبنى العليان “أظل متفائلة. يمكننا تثقيف شبابنا وإعدادهم لسوق العمل وفي نفس الوقت تثقيفهم لتقدير مجتمعات بها احترام متبادل وتسامح بين جميع المواطنين والمقيمين والزائرين، دون النظر إلى الطبقة الاجتماعية أو الدين أو النوع”.

 

 

لبنى العليان و ريتشياردوني

اقرأ المزيد