الثلاثاء, أبريل 16, 2024

اخر الاخبار

عاجلسلاح النفط ورقة أمريكية سعودية جديدة للحرب على روسيا وإيران!

سلاح النفط ورقة أمريكية سعودية جديدة للحرب على روسيا وإيران!

أنتونى زورشر/ رحاب وهدان

أصبحت أسعار النفط والبنزين المنخفضة للغاية نعمة بالنسبة للمستهلكين في الغرب، ولكن تُرى هل هي أيضًا سلاح قوي في يد الولايات المتحدة ضد روسيا وإيران؟

تلك هي النتيجة التي توصل إليها توماس فريدمان، الكاتب بصحيفة “نيويورك تايمز”، وأوردتها النسخة الإسبانية لشبكة الإذاعة البريطانية (بي بي سي موندو) في تقريرها.

ويؤكد فريدمان أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تدفعان بروسيا وإيران، عمدًا أو دون قصد، إلى حافة الانهيار الاقتصادي نتيجة التوسع في إنتاجهما من النفط.

كما يشدد على أنه رغم الاضطرابات التي تشهدها الكثير من دول النفط مثل ليبيا والعراق ونيجيريا وسوريا، تصل أسعار الذهب الأسود إلى مستويات منخفضة لم يتم تسجيلها خلال سنوات مضت.

ويحدد المحللون عدة أسباب ممكنة للإنهيار الذي تشهده أسعار النفط: ارتفاع الإنتاج الأمريكي والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا والصين وثبات مستويات الإنتاج من جانب منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).

والنتيجة التي توصل إليها فريدمان في مقاله، هي أن تصرفات السعودية والولايات المتحدة ستؤدي إلى “جعل حياة روسيا وإيران صعبة، فيما تتواجهان مع طرفي الأزمة أيضاً، في سوريا”، وتابع “إنها قضية أعمال، لكنها تبدو أيضا كحرب تستخدم سبلا أخرى: النفط”.

ويسأل فريدمان: “من المنتفع؟”. فالولايات المتحدة تريد مزيدًا من التأثير للعقوبات التي فرضتها على روسيا على خلفية الأوضاع في أوكرانيا.

ويتفق بول ريشتر، الكاتب بصحيفة “لوس أنجليس تايمز”، مع الرأي القائل إن روسيا وإيران تبدآن الشعور بالضغط جراء أسعار النفط شديدة الانخفاض، لكنه لم يصل إلى رؤية فريدمان المتكهنة بوجود حرب سرية.

ويذكر ريشتر: “لا ينتظر أن يغير الضغط الاقتصادي الجهود العدائية التي يبذلها بوتين لممارسة تأثير قوي على أوكرانيا، الأمر الذي يعتبره هو غير قابل للتفاوض”.

وأضاف “لكنه يتسبب في صعوبات بعلاقاته مع الصفوة وقطاع الأعمال الروسي وهما العمودان اللذان يستند عليهما في الدعم السياسي الذي يحظى به”.

وبخصوص إيران، قال إن أي سعر لبرميل النفط يقل عن 100 دولار أمريكي سيتسبب في عجز مالي باهظ ومن شأنه إضعاف وضع البلد في المفاوضات النووية مع الغرب.

وأكد ريشتر أن “نهوض الاقتصاد الإيراني كان قد دفع مسئولي البلاد لتأكيد قدرتهم على المقاومة حتى في حالة فشل المفاوضات دون التوصل إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية الصارمة”.

وفي روسيا، تتحدث وسائل الإعلام أيضا عن ذلك الأمر. فجاء بصحيفة “نيزافيسيمايا غازيت” الروسية على لسان محرريها، أن “اعتماد الاقتصاد الروسي على موارد الطاقة، وبخاصة الغاز والنفط، يقارن في المعتاد بإدمان المخدرات: فالناس يقولون إنهم متصلون بـ(إبرة النفط)”.

وأضافت “في هذه الحالة، وبشكل مبرر يمكن مقارنة المناورات العاملة على خفض أسعار النفط في السوق العالمي بمعاناة الإقلاع عن تناول المخدرات. وهذا ما يحدث بأهداف جيوسياسية واضحة لإضعاف اقتصاد البلد وتأثيرها على الساحة العالمية”.

من جانبهما، يذكر نيكولاي ماكييف وقنسطنطين سميرنوف في صحيفة “موسكوفسكاي كومسوموليتس” أنهما يخشيان تكرار أزمة أشد وطأة من تلك التي شهدتها البلاد في عامي 2008-2009.

على الرغم من ذلك، لا تعتبر النظريات التي تشير إلى نشوب حرب باردة جديدة، كتلك التي يقولها فريدمان، التكهنات الوحيدة في الوقت الحالي حول هذا الشأن.

يرى بعض المحللين أن انخفاض سعر الخام مرتبط تماما بزيادة الإنتاج الأمريكي، مهددا وضع السعودية كأكبر دولة منتجة للنفط. وفي هذا السياق، لا تعتبر روسيا وإيران مراقبين بسيطين بريئين.

ويقول أكهيل هاندا بصحيفة “إنديان ريبابليك” الهندية إن “السعوديين حافظوا على استقرار سعر النفط طوال فترة الأزمات الجيوسياسية الدولية، وقاموا أولا بزيادة إنتاجهم الخاص لتعويض انخفاض إنتاج إيران وسوريا والسودان، ثم استيعاب إنتاج العراق المتزايد”.

وعلى الرغم من ذلك، تغير الأمر بزيادة الإنتاج الأمريكي بنسبة 70% خلال السنوات الست الأخيرة.

ويشير هاندا إلى أن “السعودية ربما تضطر لترك أسعار النفط تنخفض إلى 80 – 75 دولار أمريكي لتستقر هكذا لفترة في حين تخرج بعض شركات النفط الأمريكية للعمل، وبهذا تستعيد السعودية السيطرة على السعر”.

وكما يقال إن مصائب قوم عند قوم فوائد، فما يبدو جليا هو أن للانخفاض الشديد في أسعار المحروقات رابحين وخاسرين معروفين للغاية على الساحة العالمية. والأمر الذي لم يتضح بعد هو إذا كان هناك من يقوم بخلق هذا الموقف عمدا.

فجانب من الطبيعة البشرية هو التكهن بما يتعلق بمكائد الأشخاص المخفيين، في الوقت الذي تتم فيه المخاطرة بأمر ما شديد الأهمية.

اقرأ المزيد