الأربعاء, أكتوبر 9, 2024

اخر الاخبار

صحة وأسرةمصر تواكب الجهود العالمية لمكافحة سرطان الدم الميلودى المزمن

مصر تواكب الجهود العالمية لمكافحة سرطان الدم الميلودى المزمن

بالتعاون مع مستشفى جامعة عين شمس، والمعهد القومي للأورام، ومستشفى قصر العيني، ومستشفى جامعة الإسكندرية، استضافت شركة نوفارتس للأدوية الخبير الكندي بيير لانوفيل، أستاذ قسم الأورام بجامعة مكغيل والرئيس السابق لقسم أمراض الدم بالمركز الطبي التابع للجامعة.
وذلك في إطار جهود المبذولة لمواكبة التطورات في مكافحة السرطان بوجه عام، والذي يصيب حوالي 14 مليون حالة سنويًا على مستوى العالم، وسرطان الدم الميلودي المزمن بوجه خاص، الذي يمثل 15% من حالات سرطان الدم.
وركزت جولة لانوفيل بشكل أساسي عن امكانية توقف العلاج في بعض الحالات(TFR) ، ومنح الأمل لمرضى سرطان الدم الميلودي المزمن بوقف العلاج في المستقبل القريب في حالة علاج المرض ومتابعته طبيًا بشكل دقيق.
وتأتي المبادرة التي قامت بها شركة نوفارتس إيمانًا منها بأهمية المشاركة في القضاء على السرطان وتحسين جودة حياة المرضى. وقد اشتملت الجولة على 4 محطات: مستشفى جامعة عين شمس، والمعهد القومي للأورام، ومستشفى قصر العيني، ومستشفى جامعة الإسكندرية.
وقد عقد الدكتور بيير عدة جلسات وقام بعرض بيانات واعدة عن امكانية توقف العلاج في بعض الحالات (TFR) وتحويله من مرض قاتل إلى مرض مزمن يمكن السيطرة عليه والشفاء منه.
وانعقدت الجلسة الأولى في جامعة عين شمس خلال الاجتماع المشترك بين قسمي الباطنة وأمراض الدم بمشاركة نخبة من أستاذة جامعة عين شمس وجامعة القاهرة، وانعقدت الجلسة الثانية في المعهد القومي للأورام بمشاركة نخبة من الأساتذة والاستشاريين في مجال أمراض الدم بالمعهد القومي للأورام. وكانت الجولة الثالثة قد انعقدت في مؤتمر أمراض الدم الدولي بالإسكندرية.
ومن جانبه، قال د. محمد عزازي، أستاذ أمراض الباطنة والدم بكلية الطب جامعة عين شمس:” تتراوح معدلات الإصابة بسرطان الدم الميلودي المزمن بين 1.5 و2 من كل 100 ألف شخص سنويًا، والأمر المُبَشِّرْ أن علاج سرطان الدم الميلودي المزمن شهد تطورات ملحوظة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية تتلخص في 3 محاور، أولها الدقة الشديدة في التشخيص، حيث انعكس ذلك على سرعة وسهولة تشخيص المرضى ومتابعة حالاتهم واكتشاف أي مضاعفات والتعامل معها بسرعة.
والثاني هو توفر العقاقير الدوائية غير الكيميائية التي تتميز بالدقة والتركيز المباشر على الجينات المسببة للمرض (فيلادلفيا كروموسوم)، وساعد ذلك كثيرًا في رفع معدلات نجاح العلاج دون أي مضاعفات تقريبًا، وإمكانية تحويل العلاج من دواء إلى آخر.
وفي العام الماضي، ظهرت العديد من الأبحاث الواعدة التي أثبتت أن تطبيق مبدأ العلاج المكثف يأتي بثماره ويمكن المريض من إيقاف العلاج الدوائي بنجاح والتماثل للشفاء.
أما المحور الثالث للتطورات المشهودة، فيتمثل في عمليات زرع النخاع التي تعد علاجًا نهائيًا، فقد أصبحت هذه العمليات أكثر أمانًا وتحقق نتائج نجاح عالية بأقل المضاعفات. وتقدمت الأبحاث العلمية خلال العام الماضي من خلال تبادل الخبرات.
وذلك عن طريق استقطاب نخبة من خبراء أمراض الدم والمتخصصين في علاج سرطان الدم الميلودي المزمن من أوروبا وأمريكا لتقديم تجاربهم في مجال علاج وزرع النخاع، بالإضافة إلى مشاركة الأطباء المصريين في الندوات والمؤتمرات العلمية، الأمر الذي انعكس على معدلات الشفاء في مصر، حيث اقتربت من النسب العالمية كما انعكس ذلك على تحسن الخدمات الطبية المقدمة للمصابين.
فيما قالت د. ميرفت مطر، أستاذ أمراض الدم بكلية طب قصر العيني: “شهد العالم إنجازات ملموسة في علاج بعض أنواع السرطان حيث تجاوزت نسب الشفاء 94% سنويًا وانخفضت معدلات الوفاة إلى أقل من 2% سنويًا مقارنةً بالمعدلات المسجلة منذ 5 أعوام، بالإضافة إلى انخفاض تعداد مرضي سرطان الدم الميلودي المزمن الذين يخضعون لعمليات زرع النخاع من 34% إلي أقل من 3% خلال الخمسة أعوام الماضية. ويعد سرطان الدم الميلودي المزمن من أنواع السرطان التي تصيب خلايا تكوين الدم الموجودة في النخاع العظمي، ومن ثم تنتقل الإصابة إلى الدم، وقد تصل إلى أجزاء أخرى في الجسم”.
وأضافت “حتى عام 2000، لم يكن لهذا المرض علاجات فعالة، إذ كانت عملية زرع النخاع بمثابة الملاذ الوحيد على الرغم من نجاحها المحدود آنذاك، الأمر الذي أدى إلى زيادة معدلات الوفاة، ولكن الأمر اختلف كثيرًا بعد التوصل للجيل الأول من العلاجات الموجهة، والتي منحت المرضى أملاً في العلاج، ومن ثم ظهر الجيل الثاني الذي يعد نقلة نوعية في تاريخ علاج سرطان الدم”.
وتابعت “وأكدت الدراسات أن هذا الجيل نجح في تحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة بما يصل إلى 90% بالإضافة إلى التحسن السريع من خلال المتابعة المستمرة وتناول الدواء بانتظام، ما يجنب المرضى دخولهم للمستشفيات”، واستطردت “بالنسبة للأعراض الجانبية، فتكاد لا تذكر، لأنها لم تمنع أي حالة من الاستمرار في تناول الدواء. وجدير بالذكر أن هذه العلاجات تمكن المرضى من ممارسة حياتهم الطبيعية”.

اقرأ المزيد