الخميس, مارس 28, 2024

اخر الاخبار

مقالاتأحمد عطاجاسوس فى الحى الهادى

جاسوس فى الحى الهادى

بقلم: أحمد عطا

في صيف عام 1978 ذاع صيت العطيفي في الأوساط الراقية كواحد من افضل فني المساج في مصر – وبدا وقتها كبار الشخصيات وعائلتهم يتسابقون لحجز ميعاد عند العطيفي الذي صار ملء السمع والبصر – لهذا فكر ان يتوسع في نشاطه ويفتح مركز للمساچ بعد ان وجد هناك اهتمام من كافة الأوساط الاجتماعية داخل مصر وخارجها بجلسات مساچ العطيفي – وبالفعل اصبح مركز العطيفي يستحوذ علي اهتمام الشباب والجميلات في مصر والمنطقة العربية.

وفِي يوم تلقي العطيفي مكالمة تليفونية من رئاسة الجمهورية للحضور والاتفاق معه لكي يكون مدلك خاص للرئيس الراحل انور السادات، وبالفعل ذهب العطيفي واتفق علي مواعيد محددة لعمل جلسات المساج – وواصل العطيفي جلسات المساج للرئيس السادات – وقرر العطيفي التوسع في نشاطه بالوقوف علي احدثت ما وصل اليه فن المساچ في العالم – فكان يسافر الي إيطاليا بشكل منتظم للتعرف علي اخر ما وصل اليه التطور التكنولوجيا في اجهزة التدليك والمساچ.

وفِي احد المرات تواصل العطيفي مع صاحب احدي الشركات المتخصصة في تصنيع أجهزة المساج والتدليك وهو شاب ايطالي يتحدث العربية علي أساس ان له جذور عربية – وصار بينه وبين العطيفي علاقة حميمة خلقت مساحة من الثقة المتبادلة – وذات مرة وأثناء تناول العطيفي الغداء مع صديقه الايطالي في مدينة نابولي – كشف الصديق للعطيفي عن شخصيته الحقيقة فهو ظابط مخابرات إسرائيلي في إيطاليا ويدعي (ايلي بن ايتاب) وان شركة تصنيع اجهزة المساج والتدليك ماهي الا غطاء لنشاط الموساد داخل إيطاليا.

وعندما تكررت سفريات العطيفي الي روما، التقطت الاجهزة الأمنية المصرية تحركات العطيفي ووضعته تحت رقابة مستمرة – وكلفت وقتها المخابرات العامة المصرية العقيد محمد نسيم بمتابعة العطيفي في سرية تامة نطراً لكونه المدلك الخاص للرئيس السادات – في نفس الوقت دفعت المخابرات الإسرائيلية بفتاة إيطالية علي درجة عالية من الجمال تدعي شاتسي كانت تتردد من وقت لآخر علي مركز مساچ العطيفي لتحصل منه علي المعلومات.

وأحكمت الاجهزة الأمنية مراقبتها علي العطيفي وصديقته شاتسي التي كانت تفضل جلسات المساچ علي اغنية الفنانة وردة (ليالينا وتاهت بينا ليالينا) ولم يعرف السر حتي الان – فهي كانت تشبه الفنانة الراحلة كاميليا وتجيد العربية بجانب عدد من اللغات – في نفس الوقت وصلت اخبار للاجهزة الأمنية بان العطيفي سيتوسع في نشاطه وانه بصدد فتح مركز اخر للمساچ في احد الدول العربية.

وبعرض ملف العطيفي علي الرئيس السادات صدرت أوامر بالقبض على العطيفي – وبالفعل اتصل به العقيد محمد نسيم ظابط المخابرات العامة على انه صحفي في مجلة روزاليوسف وانه يريد ان يجري معه حوار – ووافق العطيفي، واتجه العقيد محمد نسيم الي منزل العطيفي في شارع بهجت علي بالزمالك وتم القبض عليه وحكم عليه بالإعدام – وتم تخفيف العقوبة الي المؤبد ومات جاسوس الحي الهادي العطيفي داخل السجن . تحية للأمن المصري صائدي الجواسيس في كل زمان ومكان.

اقرأ المزيد