بقلم: فؤاد دبور
تشكل الحركة الصهيونية تهديدا خطيرا للمنطقة ولطموحات الجماهير العربية المتمثلة في الاستقلال والتحرر والتوحد والتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وقد سعت الصهيونية لتدعيم الاستيطان في فلسطين كمقدمة للاستيلاء عليها وتشريد سكانها العرب بدعم من سلطات الانتداب البريطاني بالإضافة الى ان المخططات الاستعمارية والصهيونية اشتملت على صياغة لكل الخطوات التي تكفل منع الأقطار العربية من تحقيق وحدتها وتقدمها واستقلالها السياسي والاقتصادي.
ومنذ بداية الغزوة الصهيونية بدأ النضال العنيد للشعب العربي الفلسطيني ضد المخاطر المحدقة به، تسانده وتشاركه في ذلك الجماهير العربية التي أدركت خطورة المخططات الصهيونية.
وهو ما جعل النضال والمواجهة مع العدو الصهيوني قوميا، حيث امتزج فيه “الخاص بالعام” “الوطني الفلسطيني بالقومي العربي”.
ولم يكن النضال الواحد هذا نتيجة للغزو الصهيوني فحسب بل جاء نتيجة لتبلور الشعور القومي العربي الذي عبر عن نفسه من خلال النضال من أجل وحدة الأمة العربية كرد على عملية التجزئة.
وقد تأجج هذا الشعور القومي بفعل الغزو الاستعماري والصهيوني مما سبب ولادة حركة تحرر عربية. تناضل في سبيل الاستقلال وطرد الغزاة والتحرر من التبعية للدوائر الاستعمارية.
وقد حظيت فلسطين باهتمام كبير في هذا النضال، اذ هبت الجماهير للدفاع عن فلسطين، خاصة بعد ان اتضحت ابعاد المؤامرة الاستعمارية الصهيونية بزرع كيان غريب في قلب الوطني العربي.
وقد اعطى هذا النضال دلائل ملموسة على عمق الترابط القومي حيث لم تكتف الجماهير العربية بمساندة الانتفاضات الفلسطينية، بل شاركت بشكل فعلي في النضال الى جانب الفلسطينيين.
وما قضية اليوم في الاردن حول تلفيق التهم للمناضل المحامي عضو مجلس الناب الاردني عماد العدوان الا مثالا حيا على قضية الصراع القومي مع هذا العدو المجرم.
وقد استمر هذا الترابط بين النضال القومي العربي والوطني الفلسطيني في مراحل نضالية مختلفة، وأيقنت الجماهير بأن السبيل الوحيد لتحرير المنطقة العربية من الاستعمار والإمبريالية والصهيونية هو الكفاح المشترك ووحدة ورص صفوف كل فصائل حركة التحرر العربية المقاومة.
نؤكد على ان الحل الصحيح يكمن في تغليب المصلحة القومية العليا والحل القومي وهذا يعني:
1. مهمة تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني مهمة قومية تقع على عاتق كل العرب مواطنين وأحزابا ودولا وان كل الامكانات العربية يجب ان تسخر لخدمة هذا الهدف. خاصة وان المشروع الصهيوني لا يستهدف فلسطين العربية وحدها بل الامة العربية بأقطارها كافة، رغم كل الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها انظمة عربية مع هذا العدو الغاصب التي لن تحول بين العدو وتحقيق اهدافه السياسية والاقتصادية والاستعمارية المعادية للامة العربية.
2. ان أي عمل في داخل فلسطين لتحريرها يجب ان ينسجم مع هذا الهدف الكبير حتى يأخذ بعده القومي من اجل ان لا يتحول الى استسلام.
ونخلص من ذلك الى ما يلي:
– فلسطين جزء من الوطن العربي جغرافيا وبشريا وتاريخيا واستراتيجيا ومهمة تحريرها مهمة قومية.
– من واجب ابناء فلسطين العمل على تحريرها باعتبارهم جزءا من قوى الثورة العربية لا باعتبارهم قوة مستقلة تعمل منفردة وتتحدث عن الكفاح المشترك مع حركة التحرر العربية وكان علاقة الكفاح المشترك هي كل ما يربط هذه الحركة بفلسطين.
ولا بد من دعم الخط القومي لتحرير فلسطين ضمن اطار حركة التحرر القومي الشاملة.
نؤكد على قومية معركة التحرير عبر الحروب بين الامة العربية وهذا الكيان من عام 1948 الى 1956 الى 1967، 1973م، 1982م، 2006م، 2008م، وما بعدها وحتى يومنا هذا ما زال العدوان الصهيوني مستمرا وبخاصة ضد سورية العربية، طبعا وفلسطين العربية من اقصى الشمال الى الجنوب.
وقد استشهد في هذه الحروب عشرات الالاف من المواطنين العرب من اقطار الوطن العربي بعامة.
ونؤكد على ان العدو الصهيوني ما زال يتمسك بشعاره المعادي للامة العربية، (من الفرات الى النيل) لفرض نفوذه وسيطرته على الامة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، فالمعركة مع هذا العدو، معركة قومية ونعود للقول رغم خروج انظمة من هذا الصراع.
ان الصراع مع العدو الصهيوني سوف يستمر حتى ازالته نهائيا عن ارض فلسطين وكل ارض عربية محتلة اخرى.